responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 338

القسم الخامس

السهل الممتنع

وهو الذي يظن من سمعه لسهولة ألفاظه ، وعذوبة معانيه أنه قادر على الاتيان بمثله ، فإذا أراد الاتيان بمثله عزّ عليه مثاله ، وامتنع عن طالب معارضته ، فلا يناله والقرآن العظيم كله على هذا المنوال خلا ما فيه من المتشابه والحروف التي في أوائل السور ، فإذا فسرت كانت كذلك. ومنه في السنة كثير .. من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ـ تنكح المرأة لجمالها ومالها وحسبها عليك بذات الدين تربت يداك » ـ. وقوله صلى الله عليه وسلم ـ « إياكم وخضراء الدّمن قالوا وما خضراء الدّمن؟ قال المرأة الحسناء في المنبت السّوء ». وقوله صلى الله عليه وسلم ـ « المعدة بيت الدّاء والحمية رأس كل دواء وعوّدوا كل جسد ما اعتاد » ـ وقوله صلى الله عليه وسلم. ـ » الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ظهورها عزّ وبطونها كنز » ـ. وأما في النثر والنظم فقليل مثاله في النثر قول العماد الكاتب ـ ولو جعل الله حظه من الذهب كحظه من الادب لاستجدى من سعته قارون واستعان بفصاحته هارون ـ .. ومنه في الشعر مثل قول مروان بن أبي حفصة :

بنو مطر يوم اللّقاء كأنّهم

أسود لها من غيل خفان أشبل

هم يمنعون الجار حتّى كأنّما

لجارهم بين السماكين منزل

هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا

أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا

اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست