responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 336

الاشتقاق ، لأن الاشتقاق ليس من شرطه كمال تراكيب الكلمة ، بل من شرطه أن الكلمة كيف تقلبت بها تراكيبها من تقديم حروفها وتأخيرها أدّت الى معنى واحد يجمعها .. فمثال ما سقط من تركيب الثلاثي لفظة وس ق فإن لها خمسة تراكيب وهي : وس ق. وق س. س وق. ق س و. ق وس. وسقط من جملة التركيب قسم واحد وهو س ق وو جميع هذه الكلمة تدل على القوة والشدة ـ فالوسق ـ من قولهم استوسق الامر أي اجتمع وقوى ـ والوقس ـ ابتداء الحرب وفي ذلك شدة على من يصيبه ـ والسوق ـ متابعة السير ، وفي هذا عناء وشدة على السائق والمسوق ـ والقسوة ـ شدة القلب وغلظه ـ والقوس ـ معروف وفيه نوع من الشدة والقوة لسرعة السهم واخراجه إلى ذلك الرمي المتباعد .. واعلم أنا لا ندعي أن هذا يطّرد في جميع اللغة ، بل قد جاء شيء منها كذلك ، وهذا مما يدل على متانتها وحكمها لأن الكلمة الواحدة تتقلب على ضروب من التقاليب ، وهي مع ذلك دالة على معنى واحد ، وهذا من أعجب الأمور التي توجد في لغة العرب وأعذبها فاعرفه.

اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست