responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 260

ـ وقوله أيضا :

وقالوا عزاء الموت للنّفس مدفع

فقلت ولا للحزن مذ مات مدفع

ومن الغريب السهل الظريف قول أبي تمام في قصيدته التي أولها :

ما في وقوفك ساعة من بأس

تحيى بقايا الأربع الأدراس

إقدام عمرو في سماحة حاتم

في حلم أحنف في ذكاء إياس

لا تنكروا ضربي له من دونه

مثلا شرودا في الندى والبأس

فالله قد ضرب الأقلّ لنوره

مثلا من المشكاة والنّبراس

وهذه الأبيات على غاية من الغرابة ، وعلى نهاية من الظرافة والإطابة ، أغرب ما فيها أن أبا تمام لما أنشد قوله :

إقدام عمرو في سماحة حاتم

في حلم أحنف في ذكاء إياس

قال بعض من حضر في مجلس الخلافة ، شبه أمير المؤمنين بكل بوال على عقبيه ، فأنشد في الحال بديها :

لا تنكروا ضربي له من دونه

البيتين

فقال له الخليفة تمنّ فقال تمنيت الموصل ، فكأن الخليفة توقف عن ذلك فقال له حكيم عنده اعطها له فانه لا يصل إليها فإنني من قوة فكرته شممت رائحة كبده ، فتوجه إليها فمات في الطريق. وهذا النوع القرآن كله منه فإنه من غرابة الأسلوب وبداعة السياق وجودة الاتساق على غاية لا تدرك وطريقة لبعد مثالها لا تسلك .. ومن هذا النوع قول زهير :

وما كان من خير كبير فإنّما

توارثه آباء آبائهم قبل

اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست