responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 247

القسم الثاني والأربعون

المحتمل الضدين

وهو أن يكون الكلام محتملا للشيء وضده. ومنه في القرآن العظيم كثير. من ذلك قوله تعالى : ( وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ) يحتمل أن يكون أراد بورائهم ـ أمامهم ويحتمل أن يكون ـ وراءهم ـ وهو يطلبهم ومنه قوله تعالى : ( وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ) ـ والقرء ـ يطلق على الحيض والطهر. ومثل ذلك قوله تعالى : ( قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ ) قال المفسرون أراد سوداء. ومثله في الشعر قول الشاعر :

يغادر الجونة أن تغيبا

ـ والجون ـ الأسود ـ والجون ـ الأبيض وهو من الأضداد .. ومنه قول بشار في رجل خاط له قباء وكان الخياط أعور :

خاط لي زيد قباء

ليت عينيه سواء

فأحاجي الناس طرّا

أمديحا أم هجاء

وكان سبب ذلك أن بشارا خاط له زيد قباء فقال هذا إن شئت لبسته على وجهه وإن شئت لبسته على بطانته فقال له بشار وأنا أقول فيك شعرا إن شئت جعلته مدحا وإن شئت جعلته ذمّا وأنشده البيتين .. وقد

اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست