responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 210

القسم السادس والعشرون

في الاقتضاب. والكلام عليه من وجوه

الاول : في حقيقته. الثاني : في المعنى الذي أتى به من أجله. الثالث : في أقسامه. الرابع : في أدواته. الخامس : في الفرق بينه وبين التخلص. السادس : في ذكر اختلاف الأئمة في الأبلغ منهما.

أما الأول : فقال علماء علم البيان ان الاقتضاب ضد التخلص ، وذلك أن يقطع الناظم كلامه الذي هو فيه ، ويستأنف كلاما آخر غيره من مدح أو هجاء أو غير ذلك ، ولا يكون للثاني علاقة بالأول ، ولا تلفيق بينه وبينه ، وهو مذهب القدماء ، ولذلك قال أبو العلاء محمد بن غانم الغانمي : إن كتاب الله العزيز خال من الاقتضاب والتخلص.

وهذا القول فاسد لأن حقيقة التخلص إنما هي الخروج من كلام إلى كلام آخر غيره بلطيفة تناسب بين الكلام الذي خرج منه والكلام الذي خرج اليه ، وفي القرآن العظيم مواضع كثيرة من ذلك كالخروج من الوعظ والتذكير والانذار والبشارة بالجنة إلى امر ونهي ووعد ، ووعيد ، ومن محكم إلى متشابه ، ومن صفة لنبي ونبإ منزل إلى ذم شيطان مريد وجبار عنيد بلطائف دقيقة ومعان آخذة بالقلب أنيقة .. فمما جاء من التخلص في القرآن الكريم قوله تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ قالَ هَلْ

اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست