responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 209

وطول باعه واتساع قدرته في الفصاحة والبلاغة. والثاني التفنن بحصول ملاذ كثيرة وتكون لذته بأمور اقتضاها اعمال الفكرة فيما يتخلص به من بديع المعنى ووشيق اللفظ وحسن النسق.

وأما الخامس : فالأحق باستعماله الشاعر ، فإن الشاعر تحصره القوافي والأوزان ، فيضيق عليه النطاق إذا اقتصر على معنى واحد فتدعو حاجته إلى الخروج من فن إلى فن ومن معنى إلى معنى ليتسع نطاقه ويتحقق ارفاقه بخلاف الناثر فانه مطلق العنان ممدود الباع منبسط البنان يمضي حيث شاء ويتفنن في الانشاء ..

وقد ورد في القرآن العظيم من هذا النوع آيات كثيرة. منها قوله تعالى : ( قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ) لما أراد الانتقال من أحوال أصنامهم الى ذكر صفات الله عز وجل قال ـ إن أولئك أعداء لي الاّ الله ـ فانتقل بطريق الاستثناء المنفصل ، وهو خير من غيره من الكلام ، ومثله في القرآن كثير.

اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست