اسم الکتاب : الزيارة والتوسّل المؤلف : صائب عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 143
يقول : وهذا شرك صريح ، يجب أن يستتاب صاحبه ، فإن تاب وإلاّ قُتل [١].
ومعنى هذا أنّ السائل يسأل الميت ، نبياً كان أو من الاَولياء الصالحين ، حاجته ، معتقداً أن هذا المسؤول هو الذي بيده الاَمر ، وهو الذي سيستجيب دعاءه ويعطيه مراده.
ومثل هذا الاعتقاد لا ينسب إلى المؤمنين ، ولا يراود مؤمناً عاقلاً ، لكن قد يزاوله بعض الجهّال من عوام الناس ، لسذاجةٍ فيهم ، دون معرفة بحقيقة هذا الاَمر ومآله ، والواجب أن يُعلَّم هؤلاء ويُرشَدوا بالاَساليب المناسبة لقدراتهم العقلية ولاستعداداتهم النفسية ، دون الوصول بهم إلى التكفير.
أمّا إذا كان يفعله الغلاة ، من أيِّ فريقٍ كانوا ، فالغلاة قد أخرجهم غلوُّهم من الاِيمان قبل أن يخرجهم توسُّلهم هذا ، فأولى أن يستتابوا على اعتقاداتهم الفاسدة أولاً ، فهي الاَصل في هذا وغيره.
الدرجة الثانية :
وهي أن لا تطلب منه الفعل ، ولا تدعوه .. ولكن تطلب أن يدعو لك ، كما تقول للحي : ادعُ لي ، وكما كان الصحابة يطلبون من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الدعاء ، فهذا مشروع في الحي ، وأمّا الميت من الاَنبياء والصالحين فلم يشرّع لنا أن نقول : ادعُ لنا. ولا اسئل لنا ربَّك .. فلم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين ، ولا أمر به أحد من الاَئمة ، ولا ورد فيه حديث.
ثمَّ استدلَّ على كلامه بأنَّ المسلمين حين أجدبوا زمن عمر بن الخطاب ،