responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين    الجزء : 1  صفحة : 193

بجلال الدولة وأقربهم منزلة منه ، فلما أفتى بهذه الفتوى انقطع عن جلال الدولة ولزم بيته خائفا. وفي ذات يوم استدعاه جلال الدولة فلبس وهو موقن بالهلاك ولكن جلال الدولة أكرمه وعظمه وقال له فيما قال : إني أعلم بأنك ما قلت وما فعلت إلاّ مرضاة للّه والحق ، وأنك أعز لدي من الجميع [١].

لقد شجع البويهيون الروح الأدبية وعضدوا مدرسة بغداد التي كان قد اضمحل شأنها في أثناء تدهور الخلافة ، وحفروا الجداول وهيؤوها للملاحة حتى مدينة شيراز فأزالوا بذلك خطر الفيضانات الدورية التي كان تغمر المناطق ، كما شيد عز الدولة مستشفى فخما وفتح عدة كليات في بغداد.

وقال الغناوي في كتاب (الأدب في ظل بني بويه) :

امتاز عهد آل بويه بالخصب العلمي والأدبي بتأثيرهم الخاص أو بتأثير وزرائهم ، ذلك أنهم استوزروا أبرع الكتاب وأبرزهم ، واعتمدوا عليهم في تدبير شؤون الحرب وأمور السياسة والإدارة والمال جميعا ، فلمعت أسماؤهم وعظمت هيبتهم وطار صيتهم في الآفاق فقصدهم أهل العلم والأدب فأفادوا منهم كثيرا وأنتجوا كثيرا في ميدان الأدب والفلسفة والعلم ، فكان أثرهم في الحياة الفكرية قويا جدا.

ويقول الدكتور حسين أمين :

قد لا أكون مغاليا إن قلت إن العصر البويهي هو العصر الذي بلغت فيه الحياة الثقافية العربية الاسلامية ذروتها ، حيث سمت الآداب نثرا وشعرا


[١] الكامل في التاريخ ٨ : ٢٢٧ ـ ٢٢٨.

اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست