اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 192
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٢٢ هـ : حين استولى علي على شيراز نادى في الناس بالأمان وبث العدل [١].
ويقول ابن الأثير وهو يتحدث عن سنة ٣٥٦ هـ : في هذه السنة ابتدأ معز الدولة في بناء المارستان (المستشفى) وأرصد له أوقافا جزيلة وتصدق بأكثر أمواله وأعتق ممالكيه ورد شيئا كثيرا على أصحابه. وكان حليما كريما عاقلاً [٢].
وقال ابن الأثير : كان ركن الدولة حليما كثير البذل ، بعيد الهمة متحرجا من الظلم ، عفيفا من الدماء ، يرى حقنها واجبا إلاّ فيما لابد منه. وكان يجري الأرزاق على أهل البيوتات ويصونهم عن التبذل ويتصدق بالأموال الجليلة ويلين جانبه للخاص والعام ، 2 وأرضاه ، وكان له حسن عهد ومودة وإقبال [٣]. وفي جلال الدولة يقول صاحب النجوم الزاهرة : كان جلال الدولة ملكا محبا للرعية حسن السيرة ، وكان يحب الصالحين.
ولكي ندرك مدى ما جبلوا عليه من احترام حرية الرأي ننقل هذه الحادثة التي رواها عنه ابن الأثير في أحداث سنة ٤٢٩ هـ ، وخلاصتها أن الفقيه أبا الحسن الماوردي رأى أنه لا يجوز أن يلقب جلال الدولة بلقب ملك الملوك ، بينما أفتى بقية الفقهاء بجواز ذلك ، وكان الماوردي أخص الناس
[١] الكامل في التاريخ ٧ : ٩٥. [٢] الكامل في التاريخ ٧ : ٢٩٨ «نحوه». [٣] الكامل في التاريخ ٧ : ٣٦٥.
اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 192