وروي عن الإمام أيضا انه كان يقول : « كنتُ إذا سألتُ رسول اللّه اعطيت ، وإذا سكتُّ ابتدأني ... » [٢]. ورواه الحاكم في المستدرك أيضا ، وقال : صحيح على شرط الشيخين [٣].
وقال أمير المؤمنين في خطبته القاصعة الشهيرة ، وهو يصف ارتباطه الفريد بالرسول القائد ، وعناية النبي بإعداده وتربيته : « وقد علمتم موضعي من رسول اللّه بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا ولدٌ ، يضمني إلى صدره ، ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ، وما وجَدَ لي كذبة في قول ، ولا خطلة في فعل ... ولقد كنتُ أتّبِعه اتّباع الفصيل أثر أمّه ، يرفع لي في كل يومٍ من أخلاقه علما ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاورُ في كل سنةٍ بحراء ، فأراه ولايراه غيري ، ولم يجمع بيتٌ واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول اللّه وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نورَ الوحي والرسالة ، وأشمُّ ريح النبوة ... » [٤].
وإذا كانت الشواهد كثيرة على أنَّ النبي 9 كان يعدّ الإمام إعدادا خاصا لمواصلة قيادة الرسالة من بعده ، فالشواهد على إعلان الرسول القائد عن
[١] السنن الكبرى / النسائي ٥ : ١٤١. [٢] المصدر نفسه ٥ : ١٤٢. [٣] المستدرك ٣ : ١٣٥ / ٤٦٣٠. [٤] نهج البلاغة ، ضبط الدكتور صبحي الصالح : خ ١٩٢.
اسم الکتاب : التشيّع المؤلف : محمد زين الدين الجزء : 1 صفحة : 11