من هنا نقف علىٰ أن علم الأئمة
الاثني عشر عليهمالسلام
واحد ، فعلم أولهم كعلم آخرهم ، علم إلهامي يتوارثونه خلفاً عن سلف ، صغيرهم وكبيرهم فيه سواء ، بل ورد أن الأئمة عليهمالسلام
تنتقل إليهم بعض مواريث الأنبياء عليهمالسلام
أيضاً ، كالسيف والخاتم والعصا ، وغيرها. إضافة إلىٰ ما يعلمونه من أحكام
جميع رسالات السماء السابقة. وحديثهم أيضاً واحد ليس فيه اختلاف وتعارض ،
وإن ظهر في ألفاظ ومعان مختلفة ؛ لأنّه صادر من منبع واحد ، فهم عليهمالسلام
يحدِّثون عن آبائهم عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
عن جبرئيل عليهالسلام
عن الله تبارك وتعالىٰ ، وذلك ما جاء في قول الإمام الصادق عليهالسلام
: «
إنّ حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وحديث علي أمير المؤمنين حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحديث رسول الله قول الله عزَّ وجلَّ »[٢].
بعد هذه المقدمة نعود إلىٰ ساحة
قدس إمامنا الجواد عليهالسلام
، كي نستلهم من فيض علومه ما نتمكن من خلاله رسم خط بياني نستطيع به
استشفاف واستقراء نشاط الإمام العلمي خلال حياته القصيرة جداً ، ورغم سني
التضييق والإقامة الجبرية في بغداد ، وإن لم تكن معلومة العدد ، إلّا أنها
بلا شك ليست قليلة بالنسبة إلىٰ المدة التي عاشها عليهالسلام.
دوره
في الفقه وأحكام الشريعة :
لفقه مدرسة أهل البيت عليهمالسلام سمات بارزة متميزة
عن سائر الفقه السائد