اسم الکتاب : الامام محمّد الجواد عليه السلام .. سيرة وتاريخ المؤلف : الحسيني، السيد عدنان الجزء : 1 صفحة : 108
كتاب الله ، قال الله تعالىٰ : (
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )[١] فالله عزَّ وجلَّ خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتىٰ سأل عن مكنون سرّه ؟! هذا مستحيل في العقول ».
ثم قال يحيىٰ بن أكثم : وقد روي
أنّ مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء.
فقال الإمام عليهالسلام : «
وهذا أيضاً يجب أن يُنظر فيه ؛ لأن جبرئيل وميكائيل ملكان لله مقرّبان ، لم
يعصيا الله قط ، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة. وهما ـ أي أبو بكر وعمر ـ
قد أشركا بالله عزَّ وجلّ ، وإن أسلما بعد الشرك ، وكان أكثر أيامهما في
الشرك بالله ، فمحال أن يُشبِّههما بهما.. ».
قال يحيىٰ : وقد روي أنهما سيدا
كهول أهل الجنة ، فما تقول فيه ؟
فقال عليهالسلام
: «
وهذا محال أيضاً ؛ لأنّ أهل الجنة كلّهم يكونون شباباً ، ولا يكون فيهم كهل
، وهذا الخبر وضعه بنو أُمية لمضادة الخبر الذي قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
في الحسن والحسين بأنّهما سيدا شباب أهل الجنة ».
فقال يحيىٰ بن أكثم : وروي أن عمر
بن الخطّاب سراج أهل الجنة.
فقال عليهالسلام
: «
وهذا أيضاً محال ؛ لأنّ في الجنة ملائكة الله المقربين ، وآدم ، ومحمداً
وجميع الأنبياء والمرسلين ، لا تضيء بأنوارهم حتىٰ تضيء بنور عمر ؟! ».