اسم الکتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية المؤلف : مختار الأسدي الجزء : 1 صفحة : 63
وفوق كلام المخلوق
فعلاً ..
لنستمع قليلاً إلى بعض ما جاء في هذه
الاَدعية : « الحمدُ لله
الذي خلق الليل والنهار بقوته ، وميّز بينهما بقدرته ، وجعل لكلِّ واحدٍ منهما
حدّاً محدوداً وأمداً ممدوداً ... اللهمَّ فلك الحمدُ على ما فلقت لنا من الاِصباح
، ومتّعتنا به من ضوء النهار ، وبصّرتنا فيه من مطالب الاَقوات ، ووقيتنا فيه من
طوارق الآفات ... ».
ويرسم الامام لنا لوحةً اُخرى عن عظمة
الخالق سبحانه ، وكيف أنّه جلَّ وعلا أكبر ، ولكنّه أكبر من كلِّ كبير ، وليس أكبر
من كلِّ صغير ، وأنّه عزَّ وجلَّ أعلى ، ولكنّه أعلى من كلِّ عالٍ أو متعال وليس
أعلى من كلِّ مسكين واطىء ضعيف ...
فيقول عليهالسلام
: « الحمدُ لله
الذي تجلّى للقلوب بالعظمة ، واحتجب عن الاَبصار بالعزة ، واقتدر على الاَشياء
بالقدرة ، فلا الاَبصار تثبُت لرؤيته ، ولا الاَوهام تبلغ كنه عظمته. تجبّر
بالعظمة والكبرياء ، وتعطّف بالعز والبر والجلال ، وتقدّس بالحُسن والجمال ، وتمجّد
بالفخر والبهاء ، وتهلل بالمجد والآلاء ، واستخلص بالنور والضياء. خالق لا نظير له
، وواحد لا ندّ له ، وماجد لا ضدّ له ، وصمد لا كفو له ، وإله لا ثاني له ، وفاطر
لا شريك له ورازق لا معين له ، والاَول بلا زوال ، والدائم بلا فناء ، والقائم بلا
عناء والباقي بلا نهاية ، والمبدئ بلا أمد ، والصانع بلا ظهير ، والرب بلا شريك ..
ليس له حدّ في مكان ، ولا غاية في زمان ، لم يزل ولا يزول ولن يزال ، كذلك أبداً
هو الاِله الحي القيوم الدائم القديم ..
» [١].
أما توحيد الباري جلّ وعلا فإنّ الامام عليهالسلام يصبّه في قالب دعاء
يوجّه
[١]الصحيفة
السجادية الجامعة : ٢١ و ٢٥ / الدعاء ٢ و ٧.
اسم الکتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية المؤلف : مختار الأسدي الجزء : 1 صفحة : 63