اسم الکتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية المؤلف : مختار الأسدي الجزء : 1 صفحة : 64
من خلاله الاِنسان
بهدوء وبساطة إلى وحدانية الله تبارك وتعالى من خلال استقراء ظواهر طبيعية حسيّة
هي مع الاِنسان في وجوده ، يحملها معه في كلِّ آن ، ولا يستغني عنها لحظة ..
فيقول في ذلك : « إلهي بدت قدرتك ولم
تبدُ هيئة جلالك ، فجهلوك وقدّروك بالتقدير على غير ما أنت به ، شبهوك وأنا بريء
يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ، ليس كمثلك شيء إلهي ولم يدركوك ، وظاهر ما بهم
من نعمة دليلهم عليك لو عرفوك ، وفي خلقك يا إلهي مندوحة عن أن ينالوك بل ساووك
بخلقك ، فمن ثمَّ لم يعرفوك ، واتخذوا بعض آياتك ربّاً ، فبذلك وصفوك ، فتعاليت يا
إلهي عمّا به المشبّهون نعتوك
» [١].
٢ ـ المضامين الاَخلاقية :
لاشكّ أن المتدبّر في أدعية الصحيفة
السجادية سوف يجد آثاراً واضحة تتركها مجمل أدعيته عليهالسلام
على طبيعة سلوكه بشكل عام. فإنّه عليهالسلام
قد ضرب أروع الاَمثلة في الخلق الاِسلامي الرفيع ، وجسّد الشخصية الاِسلامية
المثالية ..
وهكذا سعى عليهالسلام
إلى الارتفاع بالنفس المؤمنة في مدارج الكمال عبر بلورة المفاهيم الاَخلاقية
التربوية من خلال نسجهما بشكل دعاء فيه من الضراعة والخشوع لله تعالى واستمداد
العون منه في شحذ النفس بالتعلق بأخلاق السماء ، والتعالي عن كل وضيع ، والارتفاع
عن كلِّ دنيء.
ولقد أرسى الامام عليهالسلام عبر أدعيته في
مختلف مظانها مناهج التغيير الذاتي ، بمحاكاته العقل والوجدان الاِنساني وتربيتهما
رسالياً ، وهذه