responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمان من أخطار الأسفار والأزمان المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 196

البراغيث وبعضها لا تتولد فيه الذباب وبعضها لا تتولد فيه البق.

ومن هذه الجهة صار العرق المديني يتولد بالمدينة وما يليها في أكثر الأمر [١] دون سائر المواضع. والسبب في ذلك أن هواء ذلك الصقع ، مع الأغذية التي توجد فيه كثيراً فيغتذى بها الناس ، كالتمور تولد ذلك العرق في اللحم ، فيصير حيواناً كسائر الحيوان الذي يتولد في البطن والأمعاء.

والتحرز من تولده يكون بترك أكل التمور البتة ، والتوقي من استعمال الأغذية التي يسرع إليها الفساد والاستحالة ، كالألبان وما يعمل منها مثل الجبن والمصل [٢] وما شابه ذلك ، وبإدمان دخول الحمام ، واستعمال صب الماء الحار على البدن إذا كان ذلك البلد لا حمامات فيه ، وشرب السكنجبين كثيراً قبل الطعام ، وأخذ الاطريفل الأصفر في أيام معلومة ، والهليلج المربى ، والأملج المربى ، والشقاقل [٣] المربى ، والحبوب التي تنقي المعدة والأمعاء مثل الحب المعروف بالميشيار [٤] ، وحب الذهب ، وحب المقل ، وسفوف الإهليلج ، والرازيانج ، والسكر ، وما شابه ذلك. واستعمال الكبر [٥] في الطبيخ ، واتخاذ البوارد ـ أعني من قضبانه ـ من أنفع الأشياء في التحرز من هذه العلة ، وكذلك الشبت ، والرازيانج ، والطرشقوق ـ وهو الهندباء البري ـ والفوتنج النهري ، والفوتنج الجبلي ، والسذاب ، والنعنع ، وجميع البقول التي معها تفتيح لمنافذ البدن ، وإنضاج الأخلاط وتنفيذها ، وتعديلها ، لئلا تلجج في عضو من أعضاء البدن فيتعفن فيه.

فبهذا التدبير ـ وما شابهه ـ يكون التحرز من العرق المديني.


[١] في «ش» : الأمراض.

[٢] المصل : ما سال من الأقط إذا طبخ ثم عصر ، والأقط اللبن المجفف. انظر«القاموس المحيط ـ مصل ـ ٤ : ٥٠».

[٣] الشقاقل : نبت منسحب على الأرض مثل الثيل يحمل بزراً أسود بقدر الحمص مملوء من رطوبة سوداء حلوة الطعم. «الجامع ٣ : ٦٥».

[٤] الميشيار : هو طيلاقيون ، وهو نبات يشبه البربين. «الجامع ٤ : ١٧٢ و ٣ : ١٠٥».

[٥] الكبر : شجيرة شوكية ماء ورقه إذا شرب قتل أصناف الحيوان المتولدة في الجوف وشربته من أربعة دراهم إلى ماحولها ، ويعرف في العراق بالشفلح. انظر «الجامع ٤ : ٤٧».

اسم الکتاب : الأمان من أخطار الأسفار والأزمان المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست