responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 77

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَزْرَقِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَحَّاف، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَ: لَمَّا اسْتَوْسَقَ‌[1] الْأَمْرُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنْفَذَ بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ إِلَى الْحِجَازِ فِي طَلَبِ شِيعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ كَانَ عَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَطَلَبَهُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَأُخْبِرَ أَنَّ لَهُ وَلَدَيْنِ صَبِيَّيْنِ فَبَحَثَ عَنْهُمَا فَوَجَدَهُمَا وَ أَخَذَهُمَا، فَأَخْرَجَهُمَا مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَا فِيهِ، وَ لَهُمَا ذُؤَابَتَانِ، فَأَمَرَ بِذَبْحِهِمَا فَذُبِحَا، وَ بَلَغَ أُمَّهُمَا الْخَبَرُ، فَكَادَتْ نَفْسُهَا تَخْرُجُ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ:

هَا مَنْ أَحَسَّ بُنَيَّيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا

كَالدُّرَّتَيْنِ تَشَظَّى عَنْهُمَا الصَّدَفُ‌

هَا مَنْ أَحَسَّ بُنَيَّيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا

سَمْعِي وَ عَيْنِي فَقَلْبِي الْيَوْمَ يُخْتَطَفُ‌

نُبِّئْتُ بُسْراً وَ مَا صَدَّقْتُ مَا زَعَمُوا

مِنْ قَوْلِهِمْ وَ مِنَ الْإِفْكِ الَّذِي اقْتَرَفُوا

أَحْنَى عَلَى وَدَجَيْ طِفْلَيَّ مُرْهِفَةً

مَشْحُوذَةً وَ كَذَلِكَ الظُّلْمُ وَ السَّرَفُ‌

مَنْ دَلَّ وَالِهَةً عَبْرَى مُفَجَّعَةً

عَلَى صَبِيَّيْنِ فَاتَا إِذْ مَضَى السَّلَفُ‌

قَالَ: ثُمَّ اجْتَمَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ مِنْ بَعْدُ بِبُسْرِ بْنِ أَرْطَاةَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ: أَ تَعْرِفُ هَذَا الشَّيْخَ قَاتِلَ الصَّبِيَّيْنِ قَالَ بُسْرٌ: نَعَمْ أَنَا قَاتِلُهُمَا فَمَهْ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: لَوْ أَنَّ لِي سَيْفاً قَالَ بُسْرٌ: فَهَاكَ سَيْفِي، وَ أَوْمَأَ إِلَى سَيْفِهِ، فَزَبَرَهُ مُعَاوِيَةُ وَ انْتَهَرَهُ، وَ قَالَ: أَنَّى لَكَ مِنْ شَيْخٍ، مَا أَحْمَقَكَ تَعْمِدُ إِلَى رَجُلٍ قَدْ قَتَلْتَ ابْنَيْهِ فَتُعْطِيهِ سَيْفَكَ، كَأَنَّكَ لَا تَعْرِفُ أَكْبَادَ بَنِي هَاشِمٍ، وَ اللَّهِ لَوْ دَفَعْتَهُ إِلَيْهِ لَبَدَأَ بِكَ وَ ثَنَّى بِي.

فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: بَلْ وَ اللَّهِ كُنْتُ أَبْدَأُ بِكَ ثُمَّ أُثَنِّي بِهِ.

112- 21- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا


[1] أي انتظم.

اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست