responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 51

فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ إِزَارٌ قُومَسِيٌّ سَحْقٌ‌[1] فَقَالَ: فَنَحْنُ نَحْمَدُ اللَّهَ وَ نُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَ عَلَى رُسُلِ اللَّهِ وَ أَنْبِيَائِهِ أَجْمَعِينَ، أَمَّا مَا قُلْتَ مِنْ خَيْرٍ، فَنَحْنُ أَهْلُهُ، وَ مَا قُلْتَ مِنْ سُوءٍ فَأَنْتَ وَ صَاحِبُكَ بِهِ أَوْلَى وَ أَحْرَى، يَا مَنْ رَكِبَ غَيْرَ رَاحِلَتِهِ، وَ أَكَلَ غَيْرَ زَادِهِ ارْجِعْ مَأْزُوراً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَخَفِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِيزَاناً، وَ أَبْيَنِهِمْ خُسْرَاناً مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ وَ هُوَ هَذَا الْفَاسِقُ.

فَأَسْكَتَ النَّاسَ، وَ خَرَجَ الْوَالِي مِنَ الْمَسْجِدِ لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ، فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ فَقِيلَ لِي، هَذَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ).

67- 36- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يُصَلِّي عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ السَّابِعَةِ مِنْ بَابِ الْفِيلِ، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ وَ لَهُ عَقِيصَتَانِ سَوْدَاوَانِ، أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنْ صَلَاتِهِ أَكَبَّ عَلَيْهِ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ فَأَخْرَجَهُ مِنْ بَابِ كِنْدَةَ.

قَالَ: فَخَرَجْنَا مُسْرِعِينَ خَلْفَهُمَا وَ لَمْ نَأْمَنْ عَلَيْهِ، فَاسْتَقْبَلَنَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي جَازَسُوجِ‌[2] كِنْدَةَ، قَدْ أَقْبَلَ رَاجِعاً، فَقَالَ: مَا لَكُمْ فَقُلْنَا: لَمْ نَأْمَنْ عَلَيْكَ هَذَا الْفَارِسَ.

فَقَالَ: هَذَا أَخِي الْخَضِرُ، أَ لَمْ تَرَوْا حَيْثُ أَكَبَّ عَلَيَّ. قُلْنَا: بَلَى. فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ قَالَ لِي: إِنَّكَ فِي مَدَرَةٍ[3] لَا يُرِيدُهَا جَبَّارٌ بِسُوءٍ إِلَّا قَصَمَهُ اللَّهُ، وَ احْذَرِ النَّاسَ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ لِأُشَيِّعَهُ لِأَنَّهُ أَرَادَ الظَّهْرَ.


[1] السحق من الثياب: البالي.

[2] في حاشية النسخة: الجارسوج، معناه المربع.

[3] المدرة: المدينة أو القرية.

اسم الکتاب : الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست