ويؤيّد ذلك قوله 7 : « غفر لأُمتي الخطأ والنسيان » [١] انتهى [٢].
ومراده بحسن الرواية غير المعنى المصطلح عليه لأنّها في أعلى مراتب الصحة على ما قاله شيخنا [٣]1 وسيجيء إنّ شاء الله تحقيق القول في ذلك.
فإنّ قلت : قد تقدم من الشيخ نقل خبر عمار الساباطي الدال على أنّ الناسي يعيد في الوقت دون خارجه [٤] فكيف لم يذكر أنّ هذا الخبر مناف لما سبق؟.
قلت : لا يبعد أنّ يكون الشيخ حمل الإعادة على الوقت ، ومن ثم لم يتعرض للمنافاة ودفعها ، على أنّ الخبر السابق عن عمار قد تقدم القول [٥] في احتمال حمله على الاستحباب ، نظراً إلى أنّ ظاهره حصول الاستجمار [٦] بثلاثة أحجار.
ويخطر الآن في البال أنّ فيه احتمال تصحيف لفظ « دبره » في قوله : ينسى أنّ يغسل دبره بالماء ، وإنّما هو « ذكره » والتصحيف قريب إلى هذا اللفظ ، ويندفع به الإشكال في متن الرواية ، وهي في التهذيب [٧] كما هنا.
إذا عرفت هذا فاعلم أنّ الرواية الثانية ما ذكره الشيخ فيها غير تامّ ، لأنّ من لم يتوضّأ كيف يقال له عليك إعادة الوضوء؟.
[١] ورد مؤدّاه في سنن ابن ماجة ١ : ٦٥٩. [٢] المعتبر ١ : ٤٤١ ، ٤٤٢ بتفاوت يسير ، مدارك الأحكام ٢ : ٣٤٦. [٣] مدارك الأحكام ٢ : ٣٤٦ بتفاوت يسير. [٤] في ص ٣٣٦. [٥] في ص ٣٣٧ ٣٤٢. [٦] في « فض » : الاستحجار. [٧] التهذيب ١ : ٤٥ / ١٢٧ ، الوسائل ١ : ٣١٧ أبواب أحكام الخلوة ب ١٠ ح ١.