وأراد باحتمالهما بالنظر إلى نفس مفهوم الخبر ، وفي هذا التعريف شبهات.
وعرّفه المحقق في كتاب الأُصول : بأنّه كلام يفيد بنفسه نسبة أمرٍ إلى أمرٍ نفياً أو إثباتاً [٣].
إذا عرفت هذا فاعلم أنّ الخبر [ إمّا [٤] ] أن يكون متواتراً ، وهو خبر جماعة يفيد العلم بنفسه كما عرّفه بعض ـ [٥] وقيد « بنفسه » لإخراج خبر جماعة علم صدقهم بالقرائن الزائدة عما لا ينفكّ الخبر عنه عادة.
وأُورد على التعريف لزوم الدور.
وفي شرح الدراية : أنّه ما بلغت رواته في الكثرة مبلغاً أحالت العادة تواطؤهم على الكذب ، واستمرّ ذلك الوصف في جميع الطبقات حيث تتعدد ، بأن يرويه قوم عن قوم وهكذا إلى الأوّل ، فيكون أوّله في هذا الوصف كآخره ، ووسطه كطرفيه [٦].
والظاهر أنّه ليس بتعريف كما هو واضح.
وإفادة التواتر العلم لم ينكره غير السمنية والبراهمة [٧] ، وشُبهُهم
[١] أي القائلون باحتياجه. [٢] الذريعة إلى أُصول الشريعة ٢ : ٢. [٣] معارج الأُصول : ١٣٧. [٤] ما بين المعقوفين في النسخ : إنّما ، غيّرناه لاستقامة المعنى. [٥] انظر معالم الأُصول : ١٨٣. زبدة الأُصول : ٥٥. [٦] الدراية : ١٢. [٧] السمنية : فرقة تعبد الأصنام وتقول بالتناسخ وتنكر حصول العلم بالأخبار ، قيل