٢. إنّ موضوع علم الأُصول هي الجهة
الجامعة بين موضوعات مسائل ذلك العلم ، وهو خيرة المحقّق الخراساني.
٣. إنّ الموضوع هو الحجّة في الفقه ،
وهو خيرة المحقّق البروجردي.
٤. لا حاجة لوجود موضوع لعلم الأُصول ،
وهو مختار سيّدنا الأُستاذ ، وهو الأقوى.
وإليك دراسة الأقوال واحداً تلو الآخر.
تحليل القول الأوّل ونقده
ذهب القدماء إلى أنّ موضوع علم الأُصول
هو الأدلّة الأربعة ، وربّما يحذف الوصف ، ويقال : نفس الأدلّة.
وأورد عليه : بأنّه إذا كان الموضوع هي
الأدلة الأربعة بقيد الدليلية تخرج أكثر المباحث الأُصولية عن كونها مسألة أُصولية
وتُصبح من مبادئ ذلك العلم ، لوجود الفرق الواضح بين مبادئ العلم وعوارضه. فالأوّل
يبحث في وجود موضوع العلم ، والثاني يبحث عن عوارضه بعد تسليم وجوده ، فإذا كان
موضوع علم الأُصول هو الأدلّة الأربعة يكون البحث عن حجّية الخبر الواحد وكونه
دليلاً أو لا ، بحثاً عن وجود مصاديق هذه الأدلّة الأربعة ، والبحث عن مصاديق
الموضوع بحث عن المبادئ لا عن العوارض.
وقد أجاب عنه الشيخ عند البحث عن حجّية
الخبر الواحد ، بقوله : « إنّ مرجع هذه المسألة إلى أنّ السنة ـ أعني : قول الحجّة
أو فعله أو تقريره ـ هل يثبت بخبر الواحد ، أو لا يثبت إلاّ بما يفيد القطع من
التواتر والقرينة؟ ومن هنا يتّضح