٢. إذا كانت هذه الحقائق موجودة في
الشرائع السماوية ، وكانت للعرب صلة وثيقة باليهود والنصارى ، فقد كانت « يثرب »
معقل اليهود و « نجران » مركزاً للنصارى ، وكانت لقريش رحلتان في الشتاء والصيف ،
فرحلة في فصل الشتاء إلى « اليمن » التي كانت تتواجد فيها اليهود بكثرة ، ورحلة في
فصل الصيف إلى الشام التي كانت يوم ذاك مركزاً للنصارى ، فلم يكن للعرب يوم ذاك
بُدّ من وجود لفظ ، يعبّر به عن عباداتهم : صلاتهم وصومهم ، ولم يكن ذلك اللفظ سوى
نفس هذه الألفاظ.
ويؤيّد ذلك انّ القرآن استعملها في نفس
تلك المعاني في بدء البعثة فجاءت الآيات التالية في السور المكية النازلة في صدر
البعثة :
فقد نزلت هذه الآيات في أوائل البعثة ،
مع أنّ الصلاة فرضت في ليلة المعراج وكان عروجه إلى السماء في العام العاشر من
الهجرة ، وقد ورد لفظ الصلاة في السور المكية قرابة ٣٥ مرة. كلّ ذلك يدلّ على أنّ
العرب المعاصرين لعصر الرسالة كانوا يستعملون تلك الألفاظ في نفس هذه المعاني ،
بلا قرينة. وانّ الوحي اتبع اللغة الدارجة بين قوم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبالجملة : المهم في هذا الأمر ، هو
الوقوف على أنّ العرب كانت لهم صلة