اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 270
استوجب الجنّة ،
وكاذبا عصمت ماله ودمه ، وكان مصيره إلى النار » [١].
وفي هذا الحديث
دلالة على أنّ الإخلاص المذكور هو الصدق لمقابلته بالكذب.
إن
قلت : إنّ الكذب لا
يتصوّر في هذه الكلمة أعني : « لا إله إلاّ الله » ، فإنّها مطابقة لما في نفس
الأمر ولا شيء من الكاذب بمطابق ، فلا شيء من هذه الكلمة بكاذب.
قلت : سلّمت ما ذكرته ، ولكنّ المراد بالكاذب غير المعتقد
لحقيقتها ، بل هو تلفّظ بها بلسانه وقلبه يخالف مقتضاها كما قال تعالى : (
يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ )[٢]. انظر إلى قوله
سبحانه : ( إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ
إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ
إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ )[٣]. فقد حكم البارئ ( عزّ وعلا ) بكذبهم مع مطابقة ما قالوه
في نفس الأمر ، وإيّاه نستعين.