فقرّر مذهب
الحنفاء ، وأبطل مذهب الصابئة ؛ لأنّهما طائفتان متقابلتان ، وبيّن أنّ الفطرة هي
الحنيفيّة ، وأنّ النجاة متعلّقة بها ، والرسل مبعوثة بتقريرها ( ذلِكَ
الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )[٢].
قال ( قدّس الله روحه ) : ( وهي الشهادة التي من قالها مخلصا دخل الجنّة ).
أقول : الشهادة لغة : إمّا من شهد بمعنى حضر [٣] ومنه قوله تعالى
: ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ
فَلْيَصُمْهُ )[٤] ، أو من العلم [٥] وعلى هذا يسمّى البارئ سبحانه شهيدا.
وشرعا : إخبار عن
علم المخبر بثبوت حقّ لغيره ، أو نفيه عنه لا على جهة الدعوى ، هذا.
وقد روى ابن
بابويه ( رحمة الله عليه ) في كتابه المسمّى بالدرّ النضيد عن جابر بن عبد الله عن
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « الموجبتان من مات يشهد أن لا إله إلاّ الله دخل الجنّة ومن مات يشرك
بالله دخل النار » [٦].
وعن الرضا عن أبيه
عن آبائه عليهمالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما جزاء من أنعم الله عليه بالتوحيد إلاّ الجنّة » [٧].
وقال : « لا إله
إلاّ الله كلمة عظيمة كريمة على الله عزّ وجلّ من قالها مخلصا