responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 269

فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [١].

فقرّر مذهب الحنفاء ، وأبطل مذهب الصابئة ؛ لأنّهما طائفتان متقابلتان ، وبيّن أنّ الفطرة هي الحنيفيّة ، وأنّ النجاة متعلّقة بها ، والرسل مبعوثة بتقريرها ( ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) [٢].

قال ( قدّس الله روحه ) : ( وهي الشهادة التي من قالها مخلصا دخل الجنّة ).

أقول : الشهادة لغة : إمّا من شهد بمعنى حضر [٣] ومنه قوله تعالى : ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) [٤] ، أو من العلم [٥] وعلى هذا يسمّى البارئ سبحانه شهيدا.

وشرعا : إخبار عن علم المخبر بثبوت حقّ لغيره ، أو نفيه عنه لا على جهة الدعوى ، هذا.

وقد روى ابن بابويه ( رحمة الله عليه ) في كتابه المسمّى بالدرّ النضيد عن جابر بن عبد الله عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « الموجبتان من مات يشهد أن لا إله إلاّ الله دخل الجنّة ومن مات يشرك بالله دخل النار » [٦].

وعن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما جزاء من أنعم الله عليه بالتوحيد إلاّ الجنّة » [٧].

وقال : « لا إله إلاّ الله كلمة عظيمة كريمة على الله عزّ وجلّ من قالها مخلصا


[١] الأنعام (٦) : ٧٦ ـ ٧٩.

[٢] الروم (٣٠) : ٣٠.

[٣] القاموس المحيط ١ : ٥٨٨ ، « ش. ه‌. د ».

[٤] البقرة (٢) : ١٨٥.

[٥] القاموس المحيط ١ : ٥٨٨ ، « ش. ه‌. د ».

[٦] التوحيد : ٢٠ / ٨ ، باب ثواب الموحّدين والعارفين.

[٧] التوحيد : ٢٢ / ١٧ ، باب ثواب الموحّدين والعارفين.

اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست