اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 268
أصنع لكم مثله ؛
كيما يفتخرون عليكم ، فنحت لهم خمسة أصنام يعبدونها ، فلمّا جاء الغرق اندفنت ،
فأخرجها الشيطان لمشركي العرب ، فامّا « ودّ » فلكلب بدومة الجندل ، و « سواع »
لهذيل بساحل البحر ، و « يغوث » لمراد ، و « يعوق » لهمدان ، و « نسر » لذي الكلاع
بأرض حمير ، و « لات » لثقيف بالطائف ، و « العزّى » شجرة لسليم ، و « مناة »
بقديد للأوس والخزرج وغسان [١].
وأمّا عابدي
الكواكب :
منهم من فرق
الصابئة ، وهؤلاء فزعوا إلى الأشخاص والهياكل التي هي السيّارات السبعة ، فعرفوا
منازلها ومطالعها واتّصالاتها ، وتقسيم الساعات عليها ، ويسمّونها أربابا وأنّ
الله ربّ الأرباب [٢].
ومنهم : من زعم أنّ الشمس إله الآلهة وعن هذا قال الخليل عليهالسلام : ( فَلَمَّا
رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ )[٣].
ومنهم : من زعم أنّها ملك ، لها عقل ، وتستحقّ السجود والتعظيم [٤].
ومنهم : عبدة القمر ، زعموا أنّه ملك أيضا ، وإليه تدبير هذا
العالم السفلي [٥].
قالت الصابئة :
وإنّما أرشدنا إلى هذا معلّمنا الأوّل : عاديمون وهرمس ، فنحن نتقرّب إليهم ـ يعنون
الكواكب ـ ونتوكّل عليهم ، وهم أربابنا ووسائلنا وشفعاؤنا عند ربّ الأرباب [٦].
ويدلّ على نفي
ربوبيّتها مع العقل آيات الأنعام حيث قال تعالى عن إبراهيم عليهالسلام : ( فَلَمَّا
جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا
أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا
أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ
الضَّالِّينَ *