اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 217
وقال ابن زيد :
وهو بالمعجمة الحبّ ، وبالمهملة البغض [١].
وإنّما كان بفعل
هذه الأمور شرك شيطان لدلالتها على مهانته وخبث نفسه وسوء سريرته ، وذلك من خواصّ
الشيطان.
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من تأمّل
عورة أخيه لعنه سبعون ألف ملك ، ومن حلف بغير الله فليس من الله في شيء. ونهى أن
يقول الرجل للرجل : لا وحياتك وحياة فلان » [٢].
قلت : تأمّلها أي نظرها عن قصد.
ومن حلف بغير الله ، فقد أنزل ذلك الغير منزلة الله سبحانه ، وذلك نوع شرك ،
ومنه الحلف بحياة فلان.
وقال عليهالسلام : « المؤمن لا
يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام ، فمن كان مهاجرا لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى
به » [٣].
قلت : حمل الأخ
هنا على أخ الولادة ، فإنّ مهاجرته قطيعة رحم ، وعلى ما هو أعمّ ؛ ليدخل فيه أخو
الدين. ويكون ذكر الأولويّة فيه شديد في النهي عن المهاجرة ، أو تحمل المهاجرة على
عدم الصلة بالنفس في موضع الدفع عنه ، أو بالمال في موضع وجوب بذله في فدائه من
عطب أو سغب ، حيث لا وجه له سوى مال أخيه.
وقال عليهالسلام : « من مدح
سلطانا جائرا ، أو تحفّف وتضعضع له طمعا فيه كان قرينه في النار » [٤].
قلت : مدحه على
جوره ، وذلك لرضائه ، والرضى بالجور قبيح ، أو مدحه مدحا لا يستحقّه لعدم اتّصافه
بموجبه.
وتحفّف ـ بالحاء المهملة ـ أي تلطّف ، يقال : حفا فلان بفلان إذا
برّه وألطفه. ومنه