اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 216
قلت : سمّي المزاح
مزاحا ؛ لأنّه أزيح عن الحقّ ، قال الشاعر :
لا يمزحنّ
الرجال إن مزحوا
لم أر قوما
تمازحوا سلموا
واعلم أنّه قد
وجدت أحاديث في استحبابه لقول ابن عبّاس : مزح النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فصار المزح سنّة.
وقال عليهالسلام : « مزاح المؤمن
عبادة ، وضحكه تسبيح » والجمع بينهما بكراهة الإفراط ، واستحباب غيره.
قال الأحنف : من
ترك ممازحة أخيه فقد فارقه وإنّما يكره الإكثار منه وفي غير موضعه ومع الأعداء ،
أمّا القليل مع الأحباب فسنّة.
وقال العيني :
الإفراط في المزاح مجون ، والتفريط ندامة ، والاقتصاد تطرّف.
وعن الصادق عليهالسلام : « من لم يبال
ما قال وما قيل فيه فهو شرك شيطان ، ومن لم يبال أن يراه الناس مسيئا فهو شرك
شيطان ، ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان ، ومن شغف بمحبّة
الحرام وشهوة الزنى فهو شرك شيطان » [١].
قلت : شرك شيطان ،
مخالطته في الجماع ، فيتولّد منهما ، ومن ثمّ استحبّت التسمية عنده.
والشغف : بلوغ
الحبّ إلى القلب. قال السدي : شغاف القلب غلافه. وقال الحسن : هو باطن القلب. وقال
الجبّائي : هو وسط القلب [٢]. وقال الأصمعي : هو داء يسيل من الصدر ، فيقال : إذا التقى
بالطحال مات صاحبه [٣].
وروي بالعين
المهملة ومعناه ، ذهب به الحبّ كلّ مذهب ، من شعف الجبال ، وهي رءوسها.