اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 170
فعل الواجب لطفا ،
بل به يحصل اللطف ، وفعل القبيح ليس لطفا في القبائح العقليّة ، بل تركه لطف في
الواجبات العقليّة ).
أقول : الضغث ملء الكفّ من حشيش أو شماريخ ونحوها ، ونعني به
هنا بعضا من جملة.
وهذا القول نوع من
اللطف ، لكنّ القائل باللطف جعل نفس فعل الواجب والندب وترك الحرام والمكروه لطفا
في العقل. وهذا جعل الفعل سببا في اللطف الذي هو زوال الترك ، فإذا زال الترك حصل
منه زوال المفسدة التي هي القرب من المعصية والبعد من الطاعة.
ولم يجعل هذا ترك
القبيح السمعي لطفا في ترك القبيح العقلي ، بل جعله لطفا في الواجب العقلي ؛ لأنّه
قال : ترك القبيح لطف في حصول القرب من الطاعة والبعد من المعصية العقليّين اللذين
هما المصلحة المذكورة.
وقوله : وفعل القبيح ليس لطفا
في القبائح العقليّة ، الذي أظنّه فيه أنّه وقع من غلط الكتّاب ، فإنّ أصحاب اللطف لم يجعلوا فعل
القبيح لطفا ، بل تركه لطفا في ترك الحرام كما قرّر المصنّف ذلك عنهم.
قال : ( ولعلّه نظر إلى مذهب الشكر بعين من قبله ، وإلى مذهب
الأمر والنهي بعين الهدم ، ورأى غلبة القوى الشهويّة والغضبيّة على نوع الإنسان
بحيث لو خلّي وطبعه لجمح به في المهالك باتّباع مقتضى الشهوة والغضب المعبّر عنهما
بالحرام والمكروه. وترك الأفعال الحسنة معدّ لذلك ، ومسلّط عليه ، فجعل تلك
الأفعال قيودا له ، لئلاّ يرتطم في المهلكات ويقتحم في التبعات ، فكان الغرض
الذاتي عنده ترك مقتضى الطبع ، وترك العبادات ينافيه ، فكان الترك منافيا للغرض ،
فوجب أو ندب الاشتغال بالفعل المحصّل للترك المذكور ).
اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 170