responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 149

وتخلّف العلم النظري عن تاركه ، ولو لا ذلك لجاز تخلّفه عن فاعله ، وحصوله لتاركه ، وهو باطل ضرورة ، فثبت أنّه طريق إليها ).

أقول : ما ذكره ظاهر الصحّة.

وقوله : ليس إلاّ ، معناه لا غير ، وذلك فنّ من صناعة البديع يسمّى الاكتفاء ، وهو أن تكون في العقل دلالة على بقيّة الكلام ، فيكتفي المتكلّم بالدلالة العقليّة عن ذكره.

وقد جاء منه في الكتاب العزيز السماوي ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ) [١].

وفي الشعر :

لا أنتهي لا أنثني لا أرعوي

ما دمت في قيد الحياة ولا إذا [٢]

قوله : النظر مولّد ، هذا مذهب جماعة [٣]. وقال آخرون : يحصل العلم عقيبه التزاما [٤] ، وآخرون : بالعادة ، ويجوز عدمه [٥]. وقال فخر الدين : لا يجوز عدمه [٦].

واستدلّ المصنّف على التوليد بوجوه :

الأوّل : حصول العلم عقيبه ، وهذا كما يدلّ على التوليد يدلّ على الالتزام.

الثاني : حصول العلم بحسبه ، أي بحسب النظر وعلى وفقه ، وذلك أنّ من نظر في حدوث العالم حصل له دون علم الطبيعة وغيره ، وهذا أيضا يدلّ على الالتزام.

واعلم أنّ لفظة حسبه ـ مفتوحة السين ـ ومعناها ما ذكرناه ، والتي بسكون السين معناها


[١] الرعد (١٣) : ٣١.

[٢] شرح الكافية البديعيّة : ١٠٥.

[٣] كالمعتزلة ، راجع كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : ٢٤٠ ؛ المحصّل للرازي : ١٣٦ ؛ شرح المواقف ١ : ٢٤١.

[٤] انظر شرح المواقف ١ : ٢٤٦.

[٥] كالأشاعرة ، راجع كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : ٢٤٠ ؛ والمحصّل للرازي : ١٣٦ ؛ شرح المواقف ١ : ٢٤٣.

[٦] المحصّل للرازي : ١٣٦.

اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست