وَ ثَنى ابُوالْفَضْلِ الْفَوارِسَ نُكَّصاً
فَرَاوْا اشَدَّ ثَباتِهِمْ انْ يُهْزَمُوا
صَبَغَ الْخُيُولَ بِرُمْحِهِ حَتّى غَدا
سِيّانِ اشْقَرُ لَوْنُها وَ الْادْهَمُ
بَطَلٌ تَوَرَّثَ مِنْ ابيهِ شَجاعَةً
فيها انُوفُ بَنِى الضَّلالَةِ تُرْغَمُ
حامِى الظَّعينَةِ ايْنَ مِنْهُ رَبيعَةٌ
امْ ايْنَ مِنْ عُليا ابيهِ مُكَدَّمُ
فِى كَفِّهِ الْيُسْرَى السِّقآءُ يُقِلُّهُ
وَ بِكَفِّهِ الُيمْنَى الْحِسامُ الُمخْذَمُ
مِثْلُ السَّحابَةِ لِلْفَواطِمِ صَوْبُهُ
فَيُصيبُ حاصِبَهُ الْعَدُوَّ فَيُرْجَمُ
قَسَماً بِصارِمِهِ الصَّقيلِ وَ انَّنَى
فى غَيْرِ صاعِقَةِ السَّماءِ لا أُقْسِمُ
لَوْ لَاالْقَضا لَمحَىَ الْوُجُودَ بِسَيْفِهِ
وَاللَّهُ يَقْضى ما يَشآءُ وَ يَحْكُمُ
وَ هَوى بِجَنْبِ الْعَلْقَمِىِّ فَلَيْتَهُ
لِلشّارِبينَ بِهِ يُدافُ الْعَلْقَمُ
فَمَشى لِمَصْرَعِهِ الْحُسَيْنُ وَ طَرْفُهُ
بَيْنَ الْخِيامِ وَ بَيْنَهُ مُتَقَسِّمُ
الْفاهُ مَحْجُوبَ الْجَمالِ كَانَّهُ
بَدْرٌ بِمُنْحَطَمِ الْوَشيجِ مُلَثَّمُ
فَاكَبَّ مُنْحَنِياً عَلَيْهِ وَ دَمْعُهُ
صَبَغَ الْبَسيطَ كَانَّما هُوَ عَنْدَمُ