فَفَرَّقَ جَمْعَ الْقَوْمِ حَتّى كَأَنَّهُمْ
طُيُورُ بُغاثٍ شَتَّ شَمْلَهُمُ الصَّقْرُ
فَأذْكَرَهُمْ لَيْلَ الْهَريرِ فَأَجْمَعَ الْكِلا
بُ عَلَى اللَّيْثِ الْهُزَبْرِ وَ قَدْ هَرُّوا
هُناكَ فَدَتْهُ الصَّالِحُونَ بِأَنْفُسٍ
يُضاعَفُ في يَوْمِ الْحِسابِ لَهَا الْأَجْرُ
وَ حادُوا عَنِ الْكُفَّارِ طَوْعاً لِنَصْرِهِ
وَ جادَلَهُ بِالنَّفْسِ مِنْ سَعْدِهِ الْحُرُّ
وَ مَدُّوا إِلَيْهِ ذُبَّلًا سَمْهَرِيَّةً
لِطُولِ حَياةِ السِّبْطِ في مَدِّها جُزْرُ
فَغادَرَهُ في مارِقِ الْحَرْبِ مارِقٌ
بِسَهْمٍ لِنَحْرِ السِّبْطِ مِنْ وَقْعِهِ نَحْرُ
فَمالَ عَنِ الطَّرْفِ الْجَوادِ أَخُو النَّدَى
الْجَوادَ قَتيلًا حَوْلَهُ يَصْهَلُ الْمُهْرُ
سَنانُ سِنانٍ خارِقٌ مِنْهُ فِي الْحَشا
وَ صارِمُ شِمْرٍ فِي الْوَرِيدِ لَهُ شَمْرُ
تَجُرُّ عَلَيْهِ الْعاصِفاتُ ذُيُولَها
وَ مَنْ نَسْجِ أيْدِي الصَّافِناتِ لَهْ طَمْرٌ
فَرَجَّتْ لَهُ السَّبْعُ الطِّباقُ، وَ زَلْزَلَتْ
رَواسِي جِبالِ الْأَرْضِ، وَ الْتَطَمَ الْبَحْرُ
فَيا لَكَ مَقْتُولًا بَكَتْهُ السَّماءُ دَماً
فَمُغْبَرُّ وَجْهِ الْأَرْضِ بِالدَّمِ مُحْمَرُّ
مَلابِسُهُ فِي الْحَرْبِ حُمْرٌ مِنَ الدِّما
وَ هُنَّ غَداةَ الْحَشْرِ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ