فَما أَغْناكَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ جَورَ هذَا الْخَلْقِ بِأَكْثَرَ مِمَّا
أَنْتَ لاقيهِ، فَوَاللَّهِ ما بَرِحْتَ تُقَدِّرُ باطِلًا في جَوْرٍ، وَ حَنَقاً
في ظُلْمٍ، حَتَّى مَلَاْتَ الْأَسْقِيَةَ، وَ ما بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الْمَوْتِ
إِلّا غَمْضَةٌ، فَتَقْدِمَ عَلى عَمَلٍ مَحْفُوظٍ في يَوْمٍ مَشْهُودٍ، وَ لاتَ
حينَ مَناصٍ، وَ رَأَيْتُكَ عَرَضْتَ بِنا بَعْدَ هذَا الْامْرِ، وَ مَنَعْتَنا
عَنْ آبائِنا، وَ لَقَدْ لَعَمْرُ اللَّهِ أَوْرَثَنَا الرَّسُولُ صلى الله عليه و
آله وِلادَةً، وَ جِئْتَ لَنا بِها ما حَجَجْتُمْ بِهِ الْقائِمَ عِنْدَ مَوْتِ الرَّسُولِ،
فَأَذْعَنَ لِلْحُجَّةِ بِذلِكَ، وَ رَدَّهُ الْايمانُ إِلَى النَّصْفِ،
فَرَكِبْتُمُ الْأَعالِيلَ، وَ فَعَلْتُمُ الْأَفاعيلَ، وَ قُلْتُمْ: كانَ وَ
يَكُونُ، حَتَّى أَتاكَ الْأَمْرُ يا مُعاوِيَةُ مِنْ طَريقٍ كانَ قَصْدُها
لِغَيْرِكَ، فَهُناكَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِى الْأَبْصارِ، وَ ذَكَرْتَ قِيادَةَ
الرَّجُلِ الْقَوْمَ بِعَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وَ تَأْمِيرَهُ
لَهُ، وَ قَدْ كانَ ذلِكَ وَ لِعَمْرِو بْنِ الْعاصِ يَوْمَئِذٍ فَضيلَةٌ
بِصُحْبَةِ الرَّسُولِ، وَ بَيْعَتِهِ لَهُ، وَ ما صارَ لِعَمْروٍ يَوْمَئِذٍ
حَتَّى أَنِفَ الْقُوْمُ إِمْرَتَهُ، وَ كَرِهُوا تَقْديمَهُ وَ عَدُّوا عَلَيْهِ
افْعالَهُ فَقالَ صلى الله عليه و آله: «لَا جَرَمَ مَعْشَرَ الْمُهاجِرينَ
لَايَعْمَلُ عَلَيْكُمْ بَعْدَ الْيَوْمِ غَيْري» فَكَيْفَ يُحْتَجُّ
بِالْمَنْسُوخِ مِنْ فِعْلِ الرَّسُولِ فِي أَوْكَدِ الْأَحْوالِ وَ أَوْلاها
بِالُمجْتَمَعِ عَلَيْهِ مِنَ الصَّوابِ؟ أَمْ كَيْفَ صاحَبْتَ بِصاحِبٍ تابِعٍ وَ
حَوْلُكَ مَنْ لا يُؤْمَنُ في صُحْبَتِهِ، وَ لا يَعْتَمِدُ في دِينِهِ وَ
قَرابَتِهِ، وَ تَتَخَطَّاهُمْ إِلى مُسْرِفٍ مَفْتُونٍ، تُريدُ أَنْ تَلْبِسَ
النَّاسَ شُبْهَةً يَسْعَدُ بِهَا الْباقي فِي دُنْياهُ، وَ تَشقي بِها فِي
آخِرَتِكَ، إِنَّ هذا لَهُوَ الْخُسْرانُ الْمُبينُ، وَ أَسْتَغْفِرُاللَّهَ لي وَ
لَكُمْ»
. «امّا بعد (از حمد و ثناى الهى) اى معاويه! هر گويندهاى هر چند بسيار
طولانى در وصف رسول خدا صلى الله عليه و آله سخن بگويد، هرگز نمىتواند از همه
اوصاف آن حضرت، بخشى را ادا كند.
بى گمان دانستم كه تو درباره جانشين واقعى بعد از رسول خدا صلى الله عليه و
آله كمتر سخن گفتهاى و از بيان جريان واقعى آن طفره رفتهاى.
هيهات اى معاويه! سپيدى صبح، تاريكى و ظلمت شديد شب را رسوا كرد، و روشنايى
خورشيد، نور چراغها را بى فروغ ساخت. تو به حدّ افراط برترى جويى كردى و به
اندازهاى بيت المال را به خود اختصاص دادى كه به حدّ اجحاف رساندى و به گونهاى
(حقّ خدا و خلق) را منع كردى تا آنجا كه به وصف بخل گرفتار شدى. ستمگرى را از حد
گذراندى. سهم حقدار را به او
اسم الکتاب : عاشورا ريشهها، انگيزهها، رويدادها، پيامدها المؤلف : مكارم شيرازى، ناصر الجزء : 1 صفحة : 294