responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 33

شبهوك بأصنامهم، ونحلوك‌ [1] حلية المخلوقين باوهامهم، وجزأوك تجزئة المجسمات،

بخواطرهم، وقدروك على الخلقة المختلفة القوى‌ بقرائح‌ [2] عقولهم»

فقد نفي الإمام عليه السلام بهذه العبارات الرصينة القاطعة- والتي بينت بأربع صور- كافة أنواع الشرك والتشبيه للَّه سبحانه بمخلوقاته، وتحذر الجميع من السقوط في مستنقع الشرك و التشبيه، إلى‌ جانب تعيين الحد الفاصل بين توحيد الموحدين وشرك المشركين. فقى العبارة الاولى‌ نفي التشبيه بالأصنام.

والعبارة الثانية صرحت ببطلان اضفاء صفات الزينة للمخلوقات على اللَّه (من قبيل وصفه من بعض الجهال بأنّه فتى جميل أمرد له شعر مجعد).

والعبارة الثالثة التي تنفي عنه التركب من الأجزاء والأعضاء من قبيل اليد والرجل. والعبارة الرابعة سذاجة الاعتقاد باتصافه بمختلف الحواس (التى لمخلوقاته) من قبيل الباصرة والسامعة والشامة وهكذا تتحطم معاقل الشرك من مختلف الجوانب.

تأمّل: من هم المجسمة؟

تطلق المجسمة (بكسر السين) على من نسب الجسمية للَّه‌و هم الذين يقولون بأنّ له يد ورجل واذن وعين، كما يقال لهؤلاء المشبهة بكسر الباء، وذلك أنّهم يشبهون اللَّه سبحانه بمخلوقاته المادية. ويبدو أنّ مثل هذا الاعتقاد كان سائدا بين أفراد البشر منذ قديم الزمان حيث جعلهم قصر فكرهم يعجزون عن تصور ماوراء هذه الطبيعة المادية، حتى ألفوا الماديات والجسام فظنوا أنّ اللَّه سبحانه مثلهم أو كسائر الأجسام المادية. ومن هنا نشأ الاعتقاد بسائر المعبودات كالشمس والقمر والكواكب وسائر أجسام المشابهة. ويفيد تأريخ اليهود رسوخ عقيدتهم بجسمية الحق سبحانه وتعالى‌، ومن ذلك مدى‌ اصرارهم على نبيهم موسى‌ عليه السلام في أن يريهم اللَّه سبحانه جهرة ولا تخفي علينا قصة جبل الطور والصاعقة التي‌


[1] «نحلوا» من مادة «نحل» بمعنى الهبة والعطية، وحلية المخلوقين صفاتهم الخاصة بهم من الجسمانية ومايتبعها.

[2] «قرائح» جمع «قريحه» تعنى في الأصل أول ماء يسحب من البئر، ثم اطلقت على‌ النتاجات الفكريةوالذوقية للإنسان.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست