responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 327

نعم فمن يحتاج إلى‌ الفكر والانفتاح على‌ تجارب الآخرين، من كان علمه محدوداً، جاهلًا بما غاب عنه.

والعبارة السابقة من قبيل ذكر الخاص بعد العام؛ أي أنّها تحدثت أولًا عن علم اللَّه بباطن جميع الأشياء، ثم علمه بالعقائد الخفية للإنسان.

تأمّل: في سعة علم اللَّه‌

تعتبر مسألة علم اللَّه من المسائل المهمة من خلال النظرة المعرفية، وكذلك من حيث الآثار الأخلاقية والتربوية.

وهى المسألة التي أورد القرآن بشأنها عدة أبحاث مهمة، وقد كشف عن سعتها بأمثلة رائعة، من ذلك: «وَلَوْ أَنَّ ما فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» [1].

ولو تأملنا هذا المثال وتصورنا معناه، لا كتشفنا هذه الحقيقة وهى أنّ علمه سبحانه أوسع وأشمل ممّا نعتقد.

ومن البداهة أنّ هذا العلم ليس بعلم حصولي يتأتى عن طريق التصور والتصديق، بل هو علم حضوري. أي أن حضور الحق سبحانه في كل زمان ومكان وحضور جميع الأشياء لدى ذاته المطهرة يقتضى ألايخفى عليه شي‌ء، لأنّ حقيقة العلم تعني حضور المعلوم لدى العالم. غير أنّه في العلم الحصولي لايحضر شخصاً لدى‌ العالم، بل تحضر صورته في الذهن عن طريق التصور أو التصديق. أمّا في العلم الحضوري فالذي يحضر لدى العالم ذات المعلوم، وجميع الأشياء والحوادث في كل زمان ومكان، باطنها وظاهرها عن طريق هذا العلم الحضوري واضحة لدى اللَّه. ومن هنا قال عليه السلام: خرق علمه باطن غيب السترات، وأحاط بغموض عقائد السريرات.


[1] سورة لقمان/ 27.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 327
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست