responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 239

القسم الثاني: هدي آل محمد صلى الله عليه و آله‌

«ألَا إِنَّ مَثَلَ آل مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللّه عَلَيْهَ وَآلهِ كَمَثَلِ نُجُومِ السَّماءِ، إِذَا خَوَى‌ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ، فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكَامَلَتْ مِنَ اللّه فِيكُمُ الصَّنَائِعُ، وَأَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأْمُلُونَ».

الشرح والتفسير

خاطب الإمام عليه السلام كافة الناس في آخر الخطبة داعيا اياهم إلى‌ الحركة خلف آل النبي صلى الله عليه و آله بصفتهم الكواكب الزاهرة، وكلما غاب كوكب خلفه آخر

«ألا إنّ مثل آل محمد صلى الله عليه وآله كمثل نجوم السماء، إذا خوى‌ [1] نجم طلع نجم».

ثم قال عليه السلام:

«فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع‌ [2]، وأراكم ماكنتم تأملون»،

فقد أشار الإمام عليه السلام بهذه العبارة القصيرة إلى‌ عدّة أمور: منها أنّ آل محمد صلى الله عليه و آله كالنجوم التي قال بشأنها الحكيم في كتابه الكريم:

«وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ» [3]

، كما قال في موضع آخر:

«وَهُوَ

الَّذِي جَعَلَ لَكُم النُّجومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالبَحْرِ» [4]

فالقوافل كانت تهتدي في الصحارى والبحار في الليالي الظلماء بنجوم السموات، حيث لم يخترع آنذاك البوصلة، كما لم تكن الطرق معبدة بالشكل الذي هى عليه اليوم.

فالنجاة في الدنيا والآخرة ونيل السعادة إنّما تتحقق في ظل هدي آل محمد صلى الله عليه و آله والأمر الآخر أنّ السماء لاتخلو لياليها من النجوم، فاذا غابت نجمة، أشرقت اخرى‌ في أفقها؛ وهكذا


[1] «خوى‌» من مادة «خوى‌» بمعنى غرب.

[2] «صنايع» جمع «صنيعة» النعمة والاحسان.

[3] سورة النحل/ 16.

[4] سورة الانعام/ 97.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست