responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 236

الحق، ومن المسلم به أنّ راية بني العباس كانت باطلة.

كما قيل في تفسير العبارة المذكورة أنّ المراد بذلك الاجتماع لأصحابه هو الاجتماع الفكري والثقافي إلى‌ جانب الاجتماع السياسي والعسكري، وهو المعنى الذي تحقق على عهد الإمام الباقر والصادق والرضا عليه السلام، والعبارات الأخيرة من الخطبة إنّما تؤيد هذا المعنى.

إلّا أنّ هذا الاحتمال ييدو مستعبداً بالنظر إلى‌ عدم انسجام هذا التفسير مع العبارات السابقة التي أشارت إلى‌ الاجتماع السياسي والعسكري. ولكن على كل حال، فالهدف من هذه العبارة نفي ما يسيطر على الأفكار عادة بعد الهزيمة و هو اليأس و التشاؤم. فوصفها بأنها أمواج عابرة و هنالك المستقبل المشرق الذي ينتظر المجتمع الإسلامي. و من هنا ذكر ما يؤيد ذلك.

ثم قال عليه السلام:

«فلا تطمعوا في غير مقبل، ولاتيأسوا من مدبر، فانّ المدبر عسى أن تنزل به إحدى قائمتيه، وتثبت الاخرى‌، فترجعا حتى تثبتا جميعاً».

قالواقع هو أنّ الإمام عليه السلام بين قاعدتين كليتين لابدّ من الاهتمام بهما في الحوادث الصعبة:

الاولى‌: لاينبغي التفاؤل المفرط في مثل هذه الحالات والاعتماد على‌ شي‌ء لم تتوفر بعد مقدماته.

الثانية: ألاتدعو الهزيمة إلى‌ اليأس والقنوط- فيشبه الإمام عليه السلام ذلك بمن يتحرك في جادة فتزل احدى قدميه، فيظن الناس أنّه سقط ولاسبيل إلى‌ قيامه ثانية، إلّاأنّه سرعان مايعتمد على قدمه الاخرى فينهض من سقطته ويجد في الحركة ثانية.

يناءاً على هذا لاينبغي اليأس عند الحوادث الاجتماعية الصعبة والاستسلام لمعاناتها، كما لاينبغي التعلق بالحركات الطائشة.

وذهب بعض شرّاح نهج البلاغة إلى‌ أنّ سائر الأئمة عليه السلام غير الإمام المهدي عليه السلام هم المرادون بقوله «غير مقبل»، وأنّ قوله عليه السلام لاتطمعوا في غير مقبل، إشارة إلى‌ الشرائط اللازمة لقيامهم عليه السلام ليست متوفرة، ومدبر إشارة إلى‌ الإمام المهدي عليه السلام فلاينبغي اليأس من ظهوره في أي زمان.

إلّا أنّ هذا التفسير لاينسجم قط والعبارات في آخر هذا المقطع من الخطبة؛ لأنّ زلل القدم‌

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست