responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 171

«بَعَثَهُ وَالنَّاسُ ضُلَّالٌ فِي حَيْرَةٍ، وَحَاطِبُونَ فِي فِتْنَةٍ، قَدِ اسْتَهْوَتْهُمُ الأَهْوَاءُ، وَاسْتَزَلَّتْهُمُ الْكِبْرِيَاءُ، وَاسْتَخَفَّتْهُمُ الْجَاهِليُّةُ الْجَهْلَاءُ؛ حَيَارَى‌ فِي زَلْزَالٍ مِنَ الأمْرِ، وَبَلَاءٍ مِنَ الْجَهْلِ، فَبَالَغَ صَلِّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ فِي النَّصِيحَةِ، وَمَضَى‌ عَلَى‌ الطَّرِيقَةِ، وَدَعَا إِلَى‌ الْحِكْمَةِ، وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ».

الشرح والتفسير

النور الذي كشف الظلمة

خاض الإمام عليه السلام كراراً في خطبه في نهج البلاغة بشأن أوضاع الجاهلية التي كانت عليها العرب، حيث رسم صورة واضحة عن دقائق تلك الفترة، ليلتفت الناس في عصر الإمام عليه السلام ممن لم يدرك ذلك العهد إلى‌ عظمة الدعوة الإسلامية، وليعلموا حجم التغيير الذي حدث في المجتمع، فيتعرفوا أكثر على‌ منزلة النبي صلى الله عليه و آله وعظم قدره؛ وذلك لأن مثل هذا العمل الجبار إنّما يتطلب إرادة حديدية وعزماً راسخاً وتدبيراً عالياً وبرامج وخطط واضحة، جمعت كلها في شخص النبي صلى الله عليه و آله. فقد بين الإمام عليه السلام وضع العصر الجاهلي بسبع عبارات، أشار في العبارة الاولى‌ والثانية إلى‌ أنّ الله بعث النبي صلى الله عليه و آله حين كان الناس يعيشون الحيرة والضلال ويسبحون في بحر من الفتن:

«بعثه والناس ضلال في حيرة، وحاطبون في فتنة».

لا شك أن الإنسان يمكنه أن ينقذ نفسه من الضلالة ما لم تكن مقرونة بالحيرة والتخبط كالذي ضل الطريق ثم اكتشفه من خلال بعض القرائن والعلامات؛ إلّاأنّ المشكلة تبدو معقدة إذا اقترنت الضلالة بالحيرة، وهذا هو الوضع الذي كان عليه الناس في الجاهلية. والحاطب تطلق على‌ من يجمع الحطب. فالناس في عصر الجاهلية وفي ذات الوقت الذي يعيشون فيه الفتن، كان يزيدون من حطب نيران هذه الفتن.

ثم قال عليه السلام في العبارة الثالثة والرابعة:

«قد استهوتهم الأهواء، واستتنزلتهم الكبرياء».

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست