responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 125

«دَعُوني وَالْتَمِسُوا غَيْري؛ فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وأَلْوَانٌ؛ لَا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ، وَلَا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ. وَإِنَّ الْآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ، وَالْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ. وَاعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ، وَلَمْ أُصْغِ إِلَى‌ قَوْلِ الْقَائِلِ وَعَتْبِ الْعَاتِبِ، وَإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنا كَأَحَدِكُمْ؛ وَلَعَلَّي أسْمَعُكُمْ وَأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ، وَأَنَا لَكُمْ وَزِيراً، خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً!».

الشرح والتفسير

دعوني والتمسوا غيري‌

أورد شرّاح نهج البلاغة أبحاثاً مسهبة بشأن هذه الخطبة، وقد خاضوا بصورة مفصلة في الإشكالات ذات الصلة بمسألة الإمامة. غير أنّ البعض منهم لم يتعرض لشرح هذه الخطبة واتجه مباشرة للردّ على الإشكالات. ونرى من الضروري أن نخوض في البداية في شرح الخطبة، ثم نسلط الضوء على بعض الاسئلة والاستفسارات في آخر البحث.

فقد ردّ الإمام عليه السلام على اولئك الذين بسطوا إليه يدهم بالبيعة وانهالوا عليه من كل جانب، ظانين أنّ الإمام عليه السلام سيواصل سياسة التمييز في العطاء من بيت مال المسلمين، إلى جانب إغداق المناصب والمقامات بالقول:

«دعوني والتمسوا غيري»،

ثم أشار عليه السلام إلى الدليل على ذلك بقوله:

«فانا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان؛ لاتقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول»

، فقد فقدت الأُمّة وحدتها إثر الأفعال الباهتة التي مارسها الخلفاء ولا سيما عثمان، فكان لكل رأيه، فأصبح الأعم الأغلب منهم كالصياد الذي يبحث عن صيده، ليجدوا في البحث عن الأموال والمناصب الدنيوية، وعليه فانّ القضاء على هذه الفرقة والتشتت وإعادة الامّة إلى‌ سابق عزّها ووحدتها على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان يبدوا أمراً في غاية الصعوبة والتعقيد

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست