responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 40

سرحت إليك لتلقاها فتقاتلها».

فأقبل الضحاك ونهب الأموال وقتل من لقي من الأعراب ...

فوصلت أخبار حملة الضحاك إلى‌ عقيل وهو في مكّة، فقلق من ذلك وكتب كتاباً لأخيه الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام حين بلغه خذلان أهل الكوفة وتقاعدهم عنه:

«لعبداللَّه علي أميرالمؤمنين من عقيل بن أبي طالب، سلام عليك فإنّي أحمد إليك اللَّه الذي لا إله إلّاهو، أمّا بعد فإنّ اللَّه حارسك من كلّ سوء، وعاصمك من كلّ مكروه، وعلى كلّ حال إني فقد خرجت إلى‌ مكّة معتمراً فلقيت عبداللَّه بن سعد بن أبي سرح، في نحو من أربعين شاباً من أبناء الطلقاء،- عرفت المنكر في وجوههم- فقلت إلى‌ أين يا أبناء الشانئين، أبمعاوية تلحقون؟ عداوة واللَّه لنا منكم قديماً ظاهرة غير مستنكرة، تريدون بها اطفاء نور اللَّه، وتبديل أمره فأسمعني القوم وأسمعتهم.

ثمّ قدمت مكّة فسمعت أهلها يتحدّثون: أنّ الضحاك بن قيس أغار على الحيرة، فاحتمل من أموالها ما شاء ثمّ إنكفأ راجعاً سالماً، فأُف لحياة في دهر جرأت عليك الضحاك، وما الضحاك! إلّافقع بقرقر وقد وطئت، وقد توهمّت- حيث بلغني ذلك- أنّ شيعتك وأنصارك خذلوك، فاكتب إليَّ- يابن امي- برأيك، فإن كنت الموت تريد تحملت إليك بولد أخيك، وولد أبيك، فعشنا معك ما عشت ومتنا معك إذا مت، فواللَّه ما أحُب أن أبقى في الدنيا بعدك فواقاً، واقسم بالأعزّ الأجل إنّ عيشاً أعيشه بعدك في هذه الدنيا لغير هني‌ء ولا مرى‌ء، ولا نجيع، والسلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته» [1].

فكتب إليه الإمام عليه السلام هذه الرسالة جواباً له واطمئنه على أنّ جيش الضحاك قد هرب مولياً ومُني بهزيمة منكرة وقتل منهم من قتل، فسّر عقيل لذلك.

والملفت للنظر أنّ مؤلف كتاب مصادر نهج البلاغة بعد أن يورد هذه الرسالة (رسالة عقيل للإمام عليه السلام) يقول: مع الأخذ بالحسبان أنّها وقعت في أواخر عمر الإمام علي عليه السلام وأنّ عقيل قد كتب هذه الرسالة له وبثّ فيها من شجونه وعواطفه ممّا


[1]. مصادر نهج البلاغة، ج 3، ص 329 و 330.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست