responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 334

على مستوى التدبير والإدارة: السخاء، الشجاعة والقناعة، وبديهي أنّ استشارة الشخص البخيل سيقف حائلًا أمام السخاء والكرم، ومشاورة الجبان من شأنها اضعاف عزيمة وجرأة الرجل الشجاع، وأمّا استشارة الحريص فإنّها تضعف القناعة وتثير في الإنسان الطمع، وبالتالي تقوده هذه الصفات والحالات السلبية إلى‌ ظلم الرعيّة.

ومن جهة أخرى فإنّ البخلاء يعيقون كلّ عمل من شأنه الترفيه والترويح عن الرعيّة، وأمّا في الأمور الدفاعية العسكرية فالجبناء يضعون العصي في عجلات المواجهة مع الأعداء ويضخمون خطرهم ويحبّذون للوالي حالة الخنوع، وأمّا في الأمور الاقتصاديّة فالحريص يقف حائلًا أمام الإزدهار الاقتصادي، وعلى هذا الأساس فالمشاورون للوالي يجب أن يتمّ انتخابهم بما ينتفع بهم في شؤون إدارة البلاد ومدّ يد العون للوالي وتقوية عزيمته وإرادته ويحذرونه من الأمور التي تؤدّي إلى‌ إرباك المجتمع وتعريض مصالح الناس للخطر.

وفي ختام هذا البحث يؤكّد الإمام عليه السلام على البحث في جذور هذه الصفات الذميمة ويقرر أنّها تمتد إلى‌ أصل واحد ويقول:

«فَإِنَّ الْبُخْلَ وَالْجُبْنَ وَالْحِرْصَ غَرَائِزُ [1] شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ».

في هذه العبارة يدرس الإمام عليه السلام هذه المسألة من زاوية سيكولوجيّة عميقة ويقول: إنّ البخلاء لا يبخلون بشي‌ء من مالهم إلّابسبب سوء ظنّهم باللَّه بأنّه سيمنعهم من فضله ومواهبه ويتصوّرون أنّهم إذا أنفقوا اليوم من أموالهم فإنّهم سيكونون غداً فقراء ومحتاجين، أمّا الجبناء فإنّهم يسيئون الظنّ باللَّه في وعده للمؤمنين بالنصر على أعدائهم ويتصوّرون أنّهم إذا لم يتراجعوا في المعركة فربّما


[1]. «غرائز» جميع غريزة بمعنى الطبيعة والقريحة والدوافع المتمركزة في باطن الإنسان أو الحيوانات الأخرى، وهي من مادة «غرز» على وزن «قرض» بمعنى ثقب الشي‌ء أو إحداث ثقب فيه وكأنّ باطنه يثقب وتوضع الغريزة في ذلك المكان.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست