responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 331

وبعكس ذلك فقد أذن الإسلام في عمليّة إصلاح ذات البين بالكذب لقلع فتيل العداوة وإزاحة غبار الكدورة عن القلوب، وبعبارة أخرى: على المسلم أن يصب الماء على نيران الخلاف والفرقة لا أن يضيف إليها حطباً ويزيدها اشتعالًا.

ونقرأ في الحديث الشريف عن النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«أَ لَاأُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْمَعَايِبَ» [1].

تأمّل‌

موارد الاستخبارات والتستر على عيوب الناس‌

ربّما يثار هذا السؤال بعدما رأينا ما يقوله الإمام عليه السلام في هذا القسم من الرسالة فيما يتصل بالتستر على الناس وطرد النمامين الذين يتحركون لفضح الناس أمام الوالي، والسؤال هو: إذن لماذا وضع النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله والإمام أميرالمؤمنين عليه السلام نفسه العيون والجواسيس في شتى نقاط البلاد الإسلاميّة، والذين كانوا يوصلون إليه أخبار الامراء والولاة الخفية والجلية، فهل يعتبر هذا العمل مخالفاً لمسألة التستر؟

أضف إلى‌ ذلك أنّه ورد في التعاليم الإسلاميّة فيما إذا استشارك شخص حول أحد الأفراد، فلو كنت تعرف منه بعض العيوب الخفية فعليك أن تذكر ذلك لمن يستشيرك فيه وأنّ هذه المسألة من الأمور المستثناة من الغيبة.

ولا يخفى الجواب عن مثل هذا السؤال، لأنّ كلام الإمام عليه السلام فيما يتصل بالتستر وعدم الكشف عن عيوب الناس، يخص العيوب الشخصيّة والخصوصيّة التي لا تؤثر في مصير الامّة أو يكون لها تأثير خفيف جدّاً، ولكن عندما تتعرض مصالح الامّة والنظام الإسلامي للخطر ويدور الحديث حول وجود مؤامرة تستهدف مصالح النظام والامّة، فهنا يكون لهذه المسألة حكم آخر، وبديهي أنّ الواجب في هذه‌


[1]. الكافي، ج 2، ص 369، ح 1.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست