responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 292

ويتبيّن من عبارة

«وَلَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا ..»

أنّ طريق سعادة الدنيا والآخرة منحصر في هذا المسلك وأنّ الطرق الأخرى‌ تقود الإنسان في خط الضلالة والمتاهة، وطبعاً فهذا لا يعني نفي الإدراكات العقليّة والحاق الهداية الباطنيّة بها، لأنّ من جملة الأمور التي ورد التأكيد عليها في كتاب اللَّه اتّباع العقل، وهو ما ورد في عشرات الآيات الكريمة.

وفي التوصية الثالثة يقول الإمام عليه السلام:

«وَأَنْ يَنْصُرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِقَلْبِهِ وَيَدِهِ وَلِسَانِهِ؛ فَإِنَّهُ، جَلَّ اسْمُهُ، قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ، وَإِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّهُ».

التعبير بنصرة اللَّه تعالى بالقلب واليد واللسان، كما ذكر بعض الشرّاح، إشارة إلى‌ ما يتصل بالقلب من الاعتقادات، واليد إشارة إلى‌ جهاد الأعداء، واللسان إشارة إلى‌ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن البعض يعتقد أنّ القلب لا يشير فقط إلى العقائد، بل إلى‌ حالات النفور الباطني من القبائح والرذائل والعشق لأعمال الخير أيضاً، وكذلك بالنسبة لليد فليست إشارة لجهاد الأعداء فقط، بل إلى‌ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مورد الحاجة لمقدمات عمليّة والتي تدخل عادة في وظائف الحكومة الإسلاميّة، وأمّا اللسان فيشمل جميع أشكال التعليم والتربية الصحيحة مضافاً إلى‌ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

. عبارة

«قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ ..»

إشارة إلى‌ ما ورد في الآيات القرآنيّة الشريفة الناظرة إلى‌ هذا المعنى، ومن ذلك ما ورد في الآية 7 من سورة محمّد: «إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُم».

وفي التوصية الرابعة يقول الإمام عليه السلام:

«وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ، وَيَزَعَهَا [1] عِنْدَ الْجَمَحَاتِ‌ [2]، فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ، إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ».

والحقيقة أنّ هذه التوصيات والدساتير الأخلاقيّة الأربع تمثّل برنامجاً كاملًا


[1]. «يزع» من مادة «وزع» على وزن «وضع» بمعنى المنع النفس وحفظها من الجنوح والجموح، وأحياناً تأتي بمعنى جمع الأفراد حول بعضهم، لأنّ ذلك يمنعهم من التفرق والانتشار.

[2]. «الجمحات» جمع «جمحة» على وزن «صدقه» بمعنى الحوادث أو عوامل التمرد والعناد.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست