الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِىَ الْأَمْرُ وَهُمْ في غَفْلَةٍ
وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ»[1].
ويقول في الإية 54 من سورة يونس: «وَلَوْ
أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِى الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا
النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا
يُظْلَمُونَ».
وقد ورد في بعض نسخ نهج البلاغة كلمة «يغتبط» بصورة مبني للمجهول وتعني أنّ
الصالحين سيقعون مورد غبطة الآخرين، وهذا التعبير أنسب مع مفهوم الغبطة.
ويواصل الإمام عليه السلام كلامه بعد النصائح المثيرة ويبيّن الهدف الأصلي من
هذه الرسالة ويقول:
ومعلوم أنّ معاوية لم يكن من أهل القرآن، والشواهد التاريخيّة تدلّ على أنّه
لم يكن يؤمن بالقرآن إيماناً سليماً، بل كان يتخذ القرآن وسيلة للخلاص من الهزيمة
القطعية والتوصل إلى أهدافه وغاياته المشؤومة.
جاء في كتاب «صفين»: عندما رفع أهل الشام المصاحف على الرماح، قال
أميرالمؤمنين عليه السلام:
ويتبيّن من هذه العبارة أنّ الإمام عليه السلام لم يكن راضياً بمثل هذا
التحكيم الكاذب للقرآن الكريم، ولكنّ جماعة من أنصاره وأتباعه الجهلة فرضوا على
الإمام عليه السلام هذه القضية، وعندما شاهدوا العاقبة السيئة لهذا التحكيم ندموا
على ذلك، والعجيب أنّهم اعترضوا على الإمام لقبوله أمر التحكيم!