responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 194

لَهَاةَ [1] الثَّغْرِ [2] الْمَخُوفِ».

وهذه التعبيرات تشير إلى‌ أنّ الإمام عليه السلام اختار لتولي الأمور جماعة من الشجعان وأصحاب المعرفة والدراية والتدبير ليساعدوه في هذه الأمور الثلاثة، أي إقامة أركان الدين، وقمع المتمردين والفاسدين، وحفظ الثغور والمواقع الخطيرة على حدود البلاد الإسلاميّة، وكان مخاطب هذه الرسالة، أي مالك الأشتر، أحد هؤلاء الولاة والامراء الموثوقين لدى الإمام.

وكأنّ الإمام عليه السلام يريد أن يقول: إذا أوكلتك لهذا الأمر وفوّضت إليك مسؤوليّة تدبير مصر وإقامة الأحكام الدينيّة فيها ولمنع تعديات قوى الظلام والانحراف وحفظ الثغور في مقابل التهديد الخطير الذي يتمثّل بجيش الشام وأتباع معاوية فإنّ ذلك بسبب لياقتك وجدارتك في هذه الأمور، والحقيقة أنّ مالك الأشتر كان كذلك كما بيّنه الإمام عليه السلام في هذه الجمل الموجزة والعميقة المغزى.

إنّ الحوادث التي وقعت لمالك الأشتر وذكرها المؤرخون في كتبهم شاهد حي على هذه الحقيقة.

ومن ذلك عندما أراد الإمام علي عليه السلام قتال المتمردين في واقعة الجمل، أرسل عمّار بن ياسر إلى‌ الكوفة لتحشيد الناس للالتحاق والانضمام إلى‌ جيش الإمام علي عليه السلام يقول الراوي: «واللَّه إنّي لفي المسجد يومئذٍ وعمّار يخاطب أبا موسى ويقول له ذلك القول (ويعبى‌ء الناس للمشاركة في جيش الإمام ولكن أبا موسى الأشعري كان واقفاً على المنبر ويثبط الناس) إذ خرج علينا غلمان لأبي موسى وقالوا: يا أبا موسى هذا الأشتر قد دخل القصر وضربنا وأخرجنا، فنزل أبوموسى‌


[1]. «لهاة» بمعنى اللسان الصغير، ثمّ اطلقت على المخنق والحنجرة كما ورد في الجملة أعلاه.

[2]. «الثغر» يعني حدود البلد وفي الأصل بمعنى كلّ شقّ.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست