responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 100

لا شك أنّ ابن عباس معروفاً في الامّة الإسلاميّة ولدى المذاهب المختلفة من الشيعة وأهل السنّة، معروفاً في العلم والمعرفة والفضل حتى أنّه لقّب ألقاب مثل «حبر الامّة» و «ترجمان القرآن» وقد أورد المؤرخون في سيرته أنّه كان قد حضر عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو في ريعان شبابه وقد سمع من النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله الكثير من الأحاديث الهامة والمذكورة في الكتب المعتبرة، وكان ابن عباس مشهوراً بتفسير القرآن ومن أصحاب الرأي والنظر وكان التلميذ المخلص للإمام علي عليه السلام والمحب له.

ومن هذه الجهة عندما يصل العلماء وشرّاح نهج البلاغة إلى‌ هذه الرسالة يترددون في كون المخاطب لها هو ابن عباس، فهذه الرسالة تتضمّن أشدّ أنواع التوبيخ والذم من الإمام علي عليه السلام لمخاطبه وأنّه يتهمه بالخيانة في بيت المال والاستيلاء على مبالغ كبيرة من هذا المال ونقله من البصرة إلى‌ الحجاز.

وبخاصّة إذا أخذنا بنظر الحسبان الجواب الحاد والجري‌ء الذي كتبه ابن عباس في جوابه عن هذه الرسالة وقد ورد في كتب التاريخ، فإنّ المسألة ستتعقد أكثر.

ومن هذه الجهة انقسم المؤرخون الذين أوردوا هذه الرسالة في كتبهم إلى‌ ثلاث طوائف:

الطائفة الاولى تقول: إنّ ابن عباس وإن كان يتمتع بمقام جليل ويعتبر من أصحاب النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله المرموقين وقد أدرك النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله في شبابه وصباه، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّه معصوم من الخطأ وأنّه من البعيد صدور مثل هذا الزيغ في حقّه، وطبقاً للمثل المشهور: «الجواد قد يكبو» فإنّ غير المعصوم ربّما يزل مثل هذه الزلّة مهما كان يملك من مقام ووجاهة.

وطائفة أخرى يعتقدون أنّ المخاطب لهذه الرسالة هو أخو ابن عباس، أي عبيداللَّه بن عباس أو شخص آخر، ويستشهدون لذلك بعدّة شواهد وقرائن تاريخيّة تؤكّد أنّ ابن عباس لم يقم بهذا العمل أبداً.

وهناك طائفة ثالثة لم تستطع أن تتخذ لها موقفاً في هذه المسألة مثل ابن أبي الحديد، الذي مرّ عليها مرور الكرام وتركها في إبهامها ولم يكشف اللثام عن‌

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست