responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 132

على ما فرط منه؟ يبدو أنّ الإمام عليه السلام أجمل عبارته بهذا الشأن، بينما تصدى القرآن الكريم في أكثر من آية لشرح التفاصيل: فحين استسلم آدم لوساوس الشيطان وأكل من تلك الشجرة المحظورة، لم تمر عليه مدّة حتى نزع عنه لباس الجنّة وبدت سوأته التي قدر لها أن تخفى، فشعر بالخجل من الملائكة وطفق يخصف عليها من ورق الجنّة، ثم أعقب ذلك ما تلقاه من أمر بالهبوط من الجنّة على أنّه يمثل جزاء كل من يولي ظهره لأوامر اللَّه ويستجيب لوساوس الشيطان. إلّاأنّ آدم عليه السلام وخلافاً لسلوك الشيطان وتجربته الخاطئة، لم يصر على خطأه ويركب رأسه ويواصل معصيته، فأقبل فوراً على اللَّه سائله بلطفه ورحمته أن يتوب عليه، فعلمه كيفية التوبة ثم وعده العودة ثانية إلى الجنّة «ثم بسط اللَّه سبحانه له في توبته ولقاه كلمة رحمته ووعده المرد إلى جنّته» [1].

على كل حال فان قبول التوبة لم يبق على آدم في الجنّة، حيث لم يعدّ هنالك من مبرر لمواصلة حياته فيها، فقد تعلم ما كان ينبغي عليه تعلمه وجرب ما كان لابدّ له من تجربته.

ولذلك أهبطه اللَّه إلى دار الدنيا- الامتحان-؛ دار التزاوج والذرية «وأهبطه إلى دار البلية وتناسل الذرية». فالذي يستشف بوضوح من هذه العبارة أنّ الدنيا دار البلاء والامتحان، وما مر في الجنّة كان تحضيراً لخوض هذا الامتحان، كما لا مكان في الجنّة للتزاوج والتناسل، بل ذلك من مختصات الدنيا.

تأمّلات‌

1- ما كانت جنّة آدم؟

ذهب جماعة إلى أنّ الجنّة التي سكنها آدم عليه السلام كانت جنّة الخلد التي وعد اللَّه عباده‌


[1] هناك كلام في الضمير «جنته» هل يعود إلى اللَّه أم إلى آدم. فلو كان عائداً إلى آدم، فان ظاهر العبارة يفيد إرجاعه إلى الجنّة التي كان فيها عليه السلام، وإن عاد الضمير إلى اللَّه فلا لزوم أن تكون تلك الجنّة التي كان فيها آدم، ويمكن أن تكون جنّة آدم جنّة دنيوية أو الجنّة التي سيعود إليها وهى الجنّة الأخروية كجنّة الخلد، لكن الظاهر أن الضمير يرجع إلى لفظ الجلالة بقرينة الضمير في توبته ورحمته، رغم أنّ ظاهر كلمة (مردّ) يفيد العودةتلك الجنّة، ويمكن أن تكون مطلق الجنّة، بعبارة اخرى ليس هنالك من منافاة بين نوع الجنّة مع المفردة «مردّ».

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست