responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 385

تنالهم الشفاعة تقوم على‌ الجوانب الإيجابية والتأهيل والاستحقاق، وكثيراً ما تكون الأسس المقبولة للاستحقاق هي العمل الصالح.

2- أنواع الشفاعة (الشفاعة التكوينية والشفاعة التشريعية)

لو ألقينا نظرة امعان على‌ مفهوم الشفاعة لوجدناها من زاوية المصداق الخارجي واسعة إلى‌ حد أنّها تشمل كل عالم الوجود، لأنّ مساعدة الكائنات الأقوى‌ للكائنات الأضعف على‌ العيش والنجاة والحياة مشهودة في جميع مجالات الحياة.

فحين تنفلق البذرة وتخرج منها نبتة ضعيفة تهيّ‌ء لها الأرض المواد الغذائية اللازمة، وترسل عليها الشمس أشعتها وحرارتها وطاقتها الخفية، وتُسقط عليها الغيوم قطرات متواصلة من المطر، لكي يشتد هذا الكائن الضعيف ويجتاز العقبات ليغدو في نهاية المطاف شجرة ضخمة محمّلة أغصانها بالثمار، هذا مشهد واضح للشفاعة التكوينية.

وهنالك مشاهد اخرى‌ للشفاعة التكوينية تتمثل في وقوف الوالدين إلى‌ جانب المولود الضعيف، والمزارع إلى‌ جانب غرسه، والمعلم إلى‌ جانب الطفل الذي يتعلم حروف الهجاء، وعلى‌ هذا يمكن اعتبار كل عالم الأسباب والعلة والمعلول مشاهد متنوعة لهذه الشفاعة.

إنّ الشمس والريح والمطر والأرض لا تهرع بالتأكيد لإعانة خشبة يابسة، فهي حطب ولا مصير لها سوى‌ الاحتراق، بل تهب لمساعدة النبتة المتفتحة توّاً والبراعم الضعيفة، وباختصار فإنّ كل كائن يمتلك مقوّمات الكمال والنمو.

ولو نقلنا هذا المثال الواضح من عالم التكوين إلى‌ عالم التشريع أي‌إلى‌ شفاعة الأنبياء والأولياء للمذنبين، سيتضح لنا المفهوم الحقيقي للشفاعة القرآنية، ويكون ذلك ردّاً على‌ انتقادات الجهلة، وهنا تبرز لنا الشفاعة بمفهومها التربوي على‌ أكمل وجه.

وردت في نهج البلاغة للإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام ضمن كلماته القصار، جملة

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 385
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست