responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 353

لذلك يصرّح المرحوم الطبرسي في مجمع البيان بأنّ كلمة «ماكثون» هنا تعني‌ «دائمون»، ورغم أنّ الآية المذكورة لم تبيّن هل أنّ مالكاً أجابهم مباشرة أم بعد مدّةٍ من الزمن، إلّاأنّ جماعة من المفسّرين قالوا: أنّ هذا الجواب يأتيهم بعد مدّة للامعان في تحقيرهم والاستخفاف بهم. فقال بعضهم: أنّ الجواب يرد بعد أربعين عاماً، وقال آخرون بعد مائة عام، ونُقِل عن ابن عباس أنّه قال: إنّ هذا الرد السلبي يأتيهم بعد ألف عام‌ [1]، من أجل أن يظلّوا في الانتظار لمدّة أطول ويتحمّلوا العناء وذل الاستهانة!

وتظهر الآية بوضوح عدم وجود الموت في ذلك العالم، بل هم دوماً أحياء يعيشون في الألم والعذاب.

ويطالعنا في الآية الخامسة تعبير يتحدث عن «عدم الخروج من النّار» بشكل مطلق، وهو تعبير آخر يحكي حقيقة خلود العذاب، وتصف الآية نفور المتَّبَعين من المتّبِعين في قولها: «كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ اعُمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيْهِم وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ».

نعم هؤلاء لا يجنون سوى‌ الندم على‌ مامضى‌، والحسرة على‌ ما كانوا يقومون به من تقليد أعمى‌ وطاعة مطلقة لقادة الضلال، والتأسف على‌ العمر الذي مَرَّ هدراً، وعلى‌ الأموال التي جُمعت من الحرام وتُرِكت يتنعم بها الآخرون، وعدم استغلال فرص التوبة التي اتيحت لهم، ولكنها حسرة وندم لا طائل من ورائهما لأنّ فرص العودة قد مضت وإمكانية التعويض لن تأتي ثانية.

يقول المرحوم العلّامة الطباطبائي في تفسير الميزان، عند تفسيره لهذه الآية: وهذا دليل ضد من يعتقد بنهاية عذاب جهنّم.


[1]. تفسير الكبير، ج 27، ص 227؛ وتفسير القرطبي، ج 9، ص 5937، نقل أيضاً في تفسير مجمع البيان مسألةالأربعين عاماً والألف عام.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست