responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 300

عودة لهذا العالم بعد هذه الحياة، ولا وجود هناك للتكليف والطاعة والذنب، وعلى هذا، ما المفهوم الذي ستحمله عقوبة باهضة كدخول النّار؟ هذا من جانب.

ومن جانب آخر فإنّ الهدف من جميع التعاليم الدينية هو تربية وتهذيب وتكامل الإنسان، وإن لم يقبل بذلك بعض الناس فستكون عقوبتهم الحرمان من بلوغ الدرجات الرفيعة.

فما هي الضرورة لوجود جهنّم، ومركز الغضب والعقاب الصارم؟

وللاجابة عن هذه التساؤلات ينبغي الالتفات إلى‌ نقطتين:

1- قلنا مراراً إنّ العقوبات الإلهيّة سواء في هذا العالم أوفي عالم الآخرة هي نتيجة لأعمال الناس أنفسهم، وإنّما تنسب إلى‌ اللَّه جلّ شأنه باعتباره مسبب الأسباب، فالكثير من نعم الجنّة هي تجسيد لأعمال الإنسان الصالحة، والكثير من عذاب جهنّم تجسيد لأعماله السيّئة، ونحن نعلم أنّ نتائج العمل وآثاره ليست بالأمر الهيّن الذي يمكن التساهل فيه.

فمثلًا، الشخص الذي يتناول المشروبات الروحية والمخدّرات، ليقضي فترات من الراحة وهدوء البال- حسبَ تصوره- في ظل هاتين المادّتين المخدّرتين، ولينتشي باللذة المتأتّية من نسيان الدنيا، يُحذَّر بأنّ هاتين المادتين المخدّرتين هما من عوامل الافساد والتحلل وستؤدّيان في النهاية إلى‌ القضاء عليه، فالمشروبات الكحولية تسبب له أمراض القلب والشرايين والاعصاب والكبد، والمخدّرات تدمر أعصابه بل وتُنهي كل كياته.

فاذا لم يُصغ إلى‌ هذا الانذار وتمادى‌ في ممارسته الخاطئة فانّه سيواجه عقوبته وجزاءه وهذا لا يحتاج إلى‌ فلسفة ودليل سوى‌ قانون العلّية، وهي النتيجة الطبيعية لعمل كل إنسان وغالباً ماتكون الذنوب على‌ هذه الشاكلة، وتعقبها نتائج في هذه الدنيا، وفي الآخرة فهي تتجسد على‌ صورة العذاب في جهنّم.

ولهذا يُلحظ هذا التعبير الذي يتكرر كثيراً في الآيات الشريفة والذي يقول: إنّكم تجزون ما كنتم تعملون فنقرأ في قوله تعالى‌: «وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّت وُجُوهُهُمْ فِى النَّارِ هَل تُجزَونَ إِلَّا مَاكُنْتُمْ تَعمَلُونَ». (النمل/ 90)

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست