لكلمة «الجبار» معان متعّددة: منها: القهر والتسلط والغلبة والنفوذ، إلّاأنَّ لهذا الأمر
جانباً رحمانياً أحياناً، مثل سلطة اللَّه على عالم الوجود وعلى كل شيء فيه،
وله أحياناً جانب شيطاني، كسلطة وغلبة الطغاة والمتجبّرين.
و «العنيد»: على حد قول صاحب كتاب لسان العرب: «الجائر عن
القصد الباغي الذي يَرُدّ الحق مع العلم به»، وكل هذا من نتائج الكبر والغرور
والتعالي، ولو أمْعنّا النظر قليلًا لوجدنا أنّ هذه الرذيلة الأخلاقية هي واحدة من
أهم الحُجب المانعة للمعرفة ومن عوامل إضلال الإنسان، وسلب حقوق الآخرين والاعتداء
عليهم، وأنواع الذنوب الاخرى [2].
8- الظلم والجور
ورد في الكثير من آيات كتاب اللَّه تهديد للظلمة بنار جهنّم، والتعابير التي
وردت بشأنهم قلّما وردت بشأن فئة اخرى، وهذا يعكس مدى الأهميّة التي أولاها
الإسلام لمواجهة الظلم والحث على التخلي عنه. وقد وردت أشدّ التهديدات في قوله
تعالى: «انَّا اعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً
احَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وانْ يَستَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالمُهْلِ
يَشْوِى الوُجُوهَ
[1] ورد شبيه هذا المعنى في الآيات
60، 72، 76 من سورة غافر؛ والآيتين 40، 41 من سورة الأعراف؛ والآيتين 21، 22 من
سورة النازعات؛ والآيتين 55، 56 من سورة ص.
[2]. ورد مايشابه هذا التعبير في
الآية 24 من سورة ق؛ والآية 16 من سورة المدّثر.