«جنّة الخلد»: وردت مرّة واحدة في القرآن الكريم وهي تشير إلى خلود الجنّة.
يقول الراغب في «المفردات»: «الخلود» بمعنى: بُعد الشيء عن الفساد وبقاؤه
على حاله، وقال صاحب «مقاييس اللغة»: إنّ الكلمة تعني أساساً الثبات والملازمة،
وفسّرها صاحب «مصباح اللغة» بمعنى الإقامة، رغم أنّ هاتين الكلمتين- أيجنة
الخلد- جاءت أحداهما مضافة إلى الاخرى فإنّهما تفيدان معنى الوصف، ويبدو أنّه
وصف للجنّة بشكل عام، لأنّ كل نعمة فيها خالدة، وكذلك أهلها فهم خالدون أيضاً،
وعلى هذا فهي لا تختص بجانب من الجنّة دون الجانب الآخر، لأنّ هذا الوصف شامل لكل
حدائق الجنّة.
واعتبر بعض أصحاب اللغة مثل ابن منظور في «لسان العرب»: «الخلد» واحداً من
أسماء الجنّة، ولا يستبعد أن تكون آراؤهم أيضاً بياناً لصفة الدوام والبقاء التي
تحوّلت بالتدريج إلى اسم من أسماء الجنّة.
وفي الآية الثانية نلاحظ تعبيراً آخراً، فبعد أن تؤكد الآية على عدم ضياع أجر
المؤمنين الصالحين، تبّشرهم أنَّ: «اولَئِكَ
لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجرِى مِن تَحتِهِمُ الْأَنهَارُ».